الآفة التي تصيب أصحاب المهن الاحترافية المتعلقة بالتسويق هي أن كل واحد منهم يحاول أن يعدك بأنه هو الوحيد القادر على حل جميع مشكلاتك، وتحسين مبيعاتك، وجعلك تكسب الآلاف يوميًا!
والحقيقة ليست كذلك تمامًا، وسأخبرك بالسبب، فتابع معي…
لماذا أكتب هذه الكلمات؟
ما دفعني لكتابة هذه الكلمات هو تغريدة رأيتها لإحدى زميلاتي تسأل:
“إذا جاءك صاحب متجر إلكتروني يشتكي من المبيعات، فماذا ستفعل له؟“
وبالطبع دارت التعليقات من باقي الزملاء حول تحليل محتوى الموقع، وتحسين وصف المنتجات… إلخ.
كل إجابات الزملاء صحيحة بلا استثناء، إلا أمرًا واحدًا أرى أن الكل قد غفل عنه…
المبيعات نتيجة مُعقدة
المبيعات هي محصلة كل الجهود التي يديرها صاحب العمل ويكرّس مواردَه في سبيل تحقيق العائد منها، وليس هناك أحد مسؤولًا عنها مباشرةً.
بالطبع لكل واحد إسهامه النسبي في تحقيقها، ولكن كما ذكرت، هو مجرد إسهام نسبي، وليس هناك شخص (مهما حاول إقناعك بذلك) مسؤولًا عنها مباشرةً.
لكل جهد واستراتيجية طريقتها الخاصة في تحسين المبيعات
نعم، هذه هي الحقيقة…
مدير الحملات الإعلانية على سبيل المثال، له طريقته في زيادة المبيعات، وهي الوصول إلى الجمهور الصحيح باستخدام الترويج المدفوع، ولكن ما الحيلة إذا كانت المواد الإعلانية غير جيدة!
وكذلك صانع المحتوى، طريقته أن يصنع لك قطعة محتوى جيدة، ولكن ما الحيلة مع مدير حملات فاشل!
وكذلك مدير المحتوى، طريقته أن يجيب عن تساؤلات عملائك التي يسألونها، ولكن ما الحيلة مع موقع إلكتروني سيئ من حيث تجربة المستخدم!
لا تعد بما لا تملك، ولا تنخدع بالوعود
هاتان نصيحتان أوجههما لكل من المسوقين وأصحاب الأعمال:لا تعد بما لا تملك، فكتابة المحتوى لا يتخطى دورها التوضيح والتفاعل والإقناع، ولكن دون زيارات حقيقية للمتجر، ودون أن تصل هذه النسخ الإعلانية للعملاء الصحيحين وبالطريقة الصحيحة، فليس لها قيمة.
وأنت يا صاحب العمل، راجع الجهود كاملة، ولا تحصر النتيجة في شخص أو دور أو استراتيجية، فالمبيعات رزق، والرزق يلزمه الإحسان، ومن الإحسان أن تكون ذا فطنة، وأن تعطي كل ذي قدرٍ قدرَه.
خاتمة
والآن أختم بسؤال لكل من انتهى من قراءة كلماتي تلك: هل وُقِعتَ من قبل في فخ الوعود غير الحقيقية؟ ومتى اكتشفت أنك قد وقعت في ذلك الفخ، وكيف تعاملت معه؟
شاركني في التعليقات…