بينما تتخذ منصات التواصل الاجتماعي موقفًا سلبيًا نوعًا ما من نشر الروابط الخارجية عليها، لا يزال متخصصو السيو متمسكين بموقفهم من ضرورة نشر الروابط على منصات التواصل الاجتماعي كواحدة من عمليات تحسين محركات البحث.
ولكن، هل حقًا تستفيد المدونات والصفحات والمواقع من هذا الأمر؟ وما هو وجه الاستفادة؟
أجيب في هذا المقال عن هذا السؤال بوضوح واختصار، فتابع معي…
الموقف الرسمي لمحركات البحث
انقسمت محركات البحث في الإعلان عن تأثير منصات التواصل الاجتماعي في تحسين ترتيب المواقع والصفحات في صفحة النتائج إلى 3 أقسام:
- القسم الأول: من أعلن صراحة أن ما يُعرف بـ “الإشارات الاجتماعية” أو الـ “Social Signals” ليس له أي دور في تحسين ترتيب الصفحات، وفي هذا القسم نجد جوجل.
- القسم الثاني: من أعلن صراحة بأن الإشارات الاجتماعية ذات تأثير مُباشر وواحدة من عوامل الترتيب، وفي هذا القسم نجد Bing وياندكس.
- القسم الثالث: وهو الغالب، لم ينفِ أو يُثبت ذلك مثل ياهو ومحركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، هناك سؤال يطرح نفسه: هل السكوت، أو إنكار تأثير الإشارات الاجتماعية ومنصات التواصل الاجتماعي في ترتيب الصفحات يعني غياب التأثير نهائيًا؟
السلام عليكم 👋
أحرص في مدونتي على نشر كل ما هو جديد وقيِّم لكل مُهتم بالتسويق بالمحتوى. وذلك بغرض التثقيف ورفع الوعي. لذا، أدعوك للانضمام إلى قائمتي البريدية لتصلك مقالاتي أولاً بأول.
تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الترتيب في محركات البحث؟
هناك 6 طرق يؤثر بها النشر على منصات التواصل الاجتماعي على ظهور وترتيب الصفحات في محركات البحث. وحتى إن كان هذا التأثير تأثيرًا غير مباشر، إلا أنه تأثير لا يُستهان به.
وهذه الطرق هي كالتالي:
الظهور اللحظي في محرك البحث
هل تتوقع من مواقع الأخبار، والمدونات التي تُلاحق الموضوعات الرائجة أن تنشر مقالًا أو خبرًا ثم تنتظر أيامًا حتى يؤرشفها جوجل وتظهر في محرك البحث؟
هذا لا يُعقل! ومن هنا تأتي واحدة من ميزات وتأثيرات نشر الروابط على منصات التواصل، وهو الظهور اللحظي في محرك البحث.
والظهور هنا ليس ظهورًا كرابط مُباشر للصفحة، بل كمنشور من منشورات التواصل الاجتماعي، يظهر في صفحة البحث.
سرعة الأرشفة
نشر روابط الصفحات الجديدة في منصات التواصل يعجل من أرشفة تلك الصفحات في محركات البحث حسب SEJ، ولكن كيف؟
ببساطة، بسبب سرعة الاكتشاف التي يتسبب فيها الظهور اللحظي للمحتوى والمنشورات في محرك البحث.
فلو أنك نشرت صفحة ما، وانتظرت الزحف الدوري من جوجل أو Bing، فهذا قد يأخذ وقتًا كبيرًا حتى يزحف الروبوت في موقعك ويكتشف الصفحات ثم يؤرشفها، أما نشر الروابط، فيجعل اكتشاف الصفحات أسرع.
الإشارات الاجتماعية
ذكرت في الأعلى أنها تُسهم مُباشرة في تحسين الترتيب في Bing، بينما تنكر جوجل ذلك، ولكن ما هي الإشارات الاجتماعية، وما دلالتها؟
الإشارات الاجتماعية تُعرِّفها ahrefs على أنها:
مؤشرات التفاعل مع المحتوى المنشور على منصات التواصل، بما في ذلك التعليقات والمشاركات والإعجابات.
بمعنى آخر، حجم تفاعل الجمهور مع المحتوى المنشور على حسابك على منصات التواصل.
جيد جدًا، ولكن ما دلالة ذلك؟
التفاعل الكبير مع المحتوى إن كان يدل على شيء، فهو يدل على أن هذا المحتوى ذو صلة وذو قيمة.
وبالنسبة لمحرك البحث، التفاعل مع هذا المحتوى يعني أنه محتوى مشهور.
وهذه الثلاثة مجتمعة تحفز محركات البحث على ترشيح هذا المحتوى عند البحث عن موضوعات ذات صلة إرضاءً للمستخدم ما دام المستخدم يرى فيه إجابة عن تساؤلاته!
ويمكننا في هذا السياق الاستئناس بالإحصائية التي نشرتها dashclicks بأن الصفحات التي تحظى بعدد مُشاركات كبيرة على منصات التواصل تُبدي تحسنًا بقيمة 22% عن نظيرتها التي لم تُمنح نفس الميزة.
بناء الروابط الخلفية
لا ينكر أهمية هذا التكتيك في تعزيز الظهور وتحسين الترتيب أي متخصص في تحسين محركات البحث.
وقد مررت شخصيًا بهذه الخبرة ورأيت أثرها! فعندما تكتب مقالًا أو تنشر صفحة تحتوي على موضوع ذي قيمة، يُسَهِّل نشرها على منصات التواصل الاجتماعي اكتشافها من قِبل المهتمين بها، وهو ما يعني احتمالًا وفرصة كبيرة لإضافتها كمرجع أو توصية في صفحة أخرى أو قائمة بريدية.
تعظيم الإحالات
تمنحك منصات التواصل الاجتماعي إحالات سريعة وكثيرة فور نشر صفحاتك عليها، مما يغنيك عن انتظار اكتشافها وأرشفتها بواسطة محركات البحث. وقد أشارت insivia إلى أن الإحالات تزداد بنسبة 31% لدى من لديهم حسابات نشطة على منصات التواصل الاجتماعي.
أما عن دور هذه الإحالات، فكثرتها وتسارعها والتوقيت الذي تحدث فيه، تعطي كل هذه العوامل إشارة لمحرك البحث عن مدى اهتمام المستخدمين بالموضوع. وزيادة الاهتمام يعني حتمًا زيادة الترتيب!
مصداقية وسلطة الموقع
هل تذكر عندما تحدثنا عن أهمية إنشاء ملف تجاري في جوجل؟
ذكرنا في هذا المقال أن رؤية جوجل لك كجهة موثوقة ذات سلطة تعزز بشكل كبير فرصة ترشيحك في محرك البحث. ذلك بأن الثقة هي الكارت الرابح دائمًا في يد جوجل للحفاظ على مستخدميها، وفي يدك أنت أيضًا للحفاظ على ترتيبك في جوجل.
والمحصلة النهائية للتفاعل الكبير مع المحتوى، والإحالات، وبناء الروابط هي مصداقيتك عند جوجل، وسلطة تمنحك إياها وتحسن من فرص ظهورك.
خاتمة
والآن دعنا نقول: إن الاهتمام بنشر محتوى المواقع على منصات التواصل الاجتماعي له تأثير كبير وملحوظ، حتى ولو كان ذلك التأثير غير مُباشر، أو أنكرته محركات البحث وخوارزمياتها، ومع ذلك، فكما أشرنا في مقالنا السابق عن ترتيب تويتر، يجب أن يكون هذا النشر مصحوبًا بمعدل تفاعل عالٍ على المنصات حتى لا تتعامل معه خوارزمياتها على أنه شكل من أشكال الإزعاج فتعاقبه.
وأتمنى أن يكون مقالي هذا مثَّل قيمة إضافية لك، وأدعوك للاطلاع على خدماتي، عسى أن تجد فيها فرصة جيدة للتعاون المُشترك… ودمت بخير.
العلم النافع يجزي الله ناشره خيرًا، فاضرب لنفسك سهمًا.