مع إعلان شركة Meta عن إتاحة الإعلانات عبر تطبيق WhatsApp، بدأ كثير من المسوّقين وأصحاب الأعمال في طرح سؤال مهم:
كيف تستطيع Meta تحديد من هو العميل المثالي لنا داخل هذه المنصة؟ خاصة أن واتساب تطبيق مُراسلات وليس تطبيقا للتواصل الاجتماعي، إلا إذا كانت ميتا تتجسس على المُستخدمين!
في الحقيقة، لا تزال هذه المرحلة الإعلانية على WhatsApp في بداياتها نسبيًا، لكنها مبنية على أسس واضحة من حيث آلية الاستهداف، ومعايير اختيار الجمهور. فلنتأمل هذا معًا بهدوء وتفصيل.
ما الذي تعرفه Meta عن مستخدم WhatsApp؟
على عكس ما قد يتخيله البعض، Meta لا تستخدم محتوى الرسائل أو المكالمات أو الأرقام الشخصية في بناء جمهورها الإعلاني.
فسياسة الخصوصية واضحة وصريحة في هذا الجانب، لا سيما بعد الضجة العالمية حول قضايا حماية البيانات التي أثارتها تسريبات كبرى مثل “Cambridge Analytica” في 2018، وما تبعها من تدقيقات قانونية وتشريعية.
إذًا، كيف يتم الاستهداف إذن؟
الاستهداف على WhatsApp: معايير محدودة لكنها دقيقة
تعتمد Meta في استهداف الإعلانات داخل WhatsApp على عدد من الإشارات غير الشخصية، منها:
الموقع الجغرافي للمستخدم (تحديدًا من خلال IP أو إعدادات الهاتف)
- لغة الجهاز، والتي قد تشير إلى اللغة المفضلة للتواصل
- القنوات أو الحسابات التجارية التي يتابعها المستخدم داخل WhatsApp
- أنماط التفاعل مع الإعلانات السابقة (مثل الضغط على زر “معرفة المزيد” أو التفاعل مع رسائل الشركات)
ولنضرب مثالًا للتوضيح:
تخيل أنك تمتلك متجرًا لبيع القهوة المختصة في الرياض، وتدير قناة أعمال عبر WhatsApp. بإمكان Meta أن توصل إعلانك إلى مستخدمين آخرين في الرياض يتحدثون العربية، ويتابعون قنوات مشابهة تخص المقاهي، وسبق لهم أن تفاعلوا مع حملات مشابهة.
هل هذا دقيق بما يكفي؟
من حيث المبدأ، نعم. لكنه يصبح أكثر دقة عندما يدخل عامل الربط بين الحسابات.
عندما يرتبط WhatsApp بحسابي فيسبوك وإنستغرام
هنا تكمن نقطة التحوّل المهمة.
إذا ربط المستخدم حسابه على WhatsApp بحساباته الأخرى (فيسبوك أو إنستغرام)، فإن Meta تستخدم حينها تفضيلات الإعلانات الخاصة به في تلك المنصات لتحسين استهدافه داخل WhatsApp.
بمعنى آخر، إذا كنت قد أظهرت اهتمامًا بالأزياء عبر إنستغرام، أو قمت بزيارة صفحات متاجر إلكترونية على فيسبوك، فإن هذه المعلومات تُؤخذ بعين الاعتبار لتحديد ما إذا كان إعلان ما على WhatsApp قد يهمك.
وهذا ما يجعل الحملات الإعلانية عبر WhatsApp أكثر قوة حين تُدار من حساب إعلاني مدمج يُشرف على كل المنصات.
هل هذا يكفي لبناء حملات فعالة؟
الجواب يتوقف على استراتيجيتك.
إذا كنت تعتمد فقط على بيانات WhatsApp وحدها، فقد يكون الاستهداف عامًا نسبيًا. أما إن كانت لديك قاعدة بيانات، وتستطيع استخدام أدوات مثل “قوائم العملاء المخصصة (Custom Audiences)”، أو حملات “الرسائل المباشرة” المبنية على الشرائح المستهدفة من فيسبوك، فستحقق نتائج أدق وأسرع.
منصة Meta نفسها تؤكد في دليلها الإعلاني الرسمي أن تكامل الحسابات عبر منصاتها المختلفة هو ما يحقق أفضل أداء إعلاني. ويُمكن الرجوع إلى مركز دعم الأعمال للاطلاع على هذه التفاصيل التقنية.
الخلاصة
إذا كنت تفكر في إطلاق حملة إعلانية على WhatsApp، فلا تظن أن أدوات الاستهداف محدودة وضعيفة.
صحيح أن المنصة لا تستخدم البيانات الحساسة، لكنها تعتمد على مجموعة ذكية من الإشارات السلوكية والتفضيلات التي تم جمعها عبر شبكة Meta.
والأهم من ذلك، أنك كمسوّق أو صاحب نشاط تجاري، لست مضطرًا للاختيار بين منصات Meta. الأفضل دائمًا أن تنظر إليها كنظام بيئي متكامل، حيث تعزّز البيانات من فيسبوك وإنستغرام أداءك على WhatsApp، والعكس كذلك.