إنستجرام يطلق 3 ميزات جديدة لتعزيز التفاعل: إعادة النشر، خريطة الأصدقاء، وتبويب الريلز المخصص

أعلنت منصة إنستجرام مؤخراً عن إطلاق ثلاث ميزات جديدة طال انتظارها، والتي كانت تخضع للاختبار لفترة طويلة، وهي: إعادة النشر (Reposts)، خريطة الأصدقاء (Friend Map)، وتبويب “الأصدقاء” داخل صفحة الريلز (Reels).

هذه التحديثات تحمل في طياتها إمكانيات كبيرة قد تُغير بشكل ملحوظ من طريقة استخدام المستخدمين للمنصة.

إعادة النشر (Reposts)

ميزة إعادة النشر هي الأبرز والأكثر جدلاً بين الثلاثة.

طوال سنوات، كان إنستجرام يتجنب إدخال خيار إعادة النشر بشكل رسمي، خوفاً من أن يقلل ذلك من رغبة المستخدمين في نشر محتوى أصلي.

لكن يبدو أن هذا التوجه تغير الآن، حيث باتت المنصة تشجع إعادة النشر كوسيلة لتعزيز مشاركة الاهتمامات بين المستخدمين.

الخاصية تتيح لك إعادة نشر مقاطع الريلز أو منشورات في الخلاصة العامة التي تكون متاحة للعامة، مع إضافة صورة مصغرة تحمل صورة ملف المستخدم الذي قام بإعادة النشر مع رمز مميز باللون البنفسجي يدل على أنها إعادة نشر.

كما تم إضافة تبويب جديد في صفحات المستخدمين تحت اسم “Reposts” يضم جميع المنشورات التي أعاد المستخدم نشرها مع إمكانية رؤية التعليقات التي أُضيفت على هذه المنشورات.

هذه الخطوة قد تغير بشكل جذري طبيعة التفاعل في إنستجرام، حيث ستصبح الخلاصة مزيجاً من المحتوى الأصلي والتوصيات الآلية إلى جانب إعادة نشر المحتوى من الأشخاص المرتبطين بك.

وهو توجه نابع من رغبة إنستجرام في دعم المبدعين وتمكينهم من الوصول إلى جمهور أوسع، إذ تُحسب إعادة النشر لصالح المنشئ الأصلي للمحتوى، مما يعزز فرص ظهوره أمام متابعين جدد لا يتابعونه.

اللافت أيضاً أن هذه الميزة تأتي في وقت يعاني فيه إنستجرام من تراجع نسبي في حجم المحتوى الأصلي، وربما يرى الفريق أن تشجيع إعادة النشر لن يكون له تأثير سلبي كبير على الإنتاجية الإبداعية، بل على العكس قد يمنح المبدعين دفعة إضافية.

خريطة الأصدقاء (Friend Map)

تُعد خريطة الأصدقاء رد إنستجرام على ميزة “Snap Map” الشهيرة في سناب شات، وتتيح هذه الخريطة للمستخدمين مشاركة موقعهم الجغرافي في الوقت الفعلي مع أصدقائهم الذين يختارونهم.

يمكن الوصول إلى هذه الخريطة من خلال قسم الملاحظات (Notes) في أعلى صندوق الوارد.

الميزة اختيارية تماماً، حيث يقرر المستخدم من يشارك موقعه معه، ويمكنه إيقاف المشاركة في أي وقت.

كما توفر الخريطة عرضاً للمحتوى المنشور من المواقع المختلفة، سواء كانت منشورات أو ريلز أو ستوريز أو حتى الملاحظات، مما يضيف بُعداً جديداً للتفاعل المبني على المكان.

من الناحية الأمنية، حرص إنستجرام على إضافة تحكمات دقيقة، مثل إمكانية إيقاف المشاركة في أماكن معينة أو تجاه أشخاص محددين، بالإضافة إلى تمكين أولياء الأمور من مراقبة إعدادات مشاركة الموقع لأبنائهم.

هذا أمر مهم خاصة مع خاصية التحديث التلقائي للموقع عند فتح التطبيق أو الرجوع إليه، وهو مشابه لما توفره سناب شات، التي تنبه المستخدمين عند تفعيل خاصية التتبع.

تبويب “الأصدقاء” في الريلز (Friends Tab in Reels)

تأتي هذه الميزة لتوسع من قائمة المحتوى الذي يعرضه إنستجرام بناءً على تفاعلات أصدقائك.

التبويب الجديد يعرض محتوى الريلز العام الذي قام أصدقاؤك بالتفاعل معه (إعجاب، تعليق، إعادة نشر)، بالإضافة إلى توصيات مستندة إلى “Blends” التي بدأتها أنت أو أصدقاؤك.

يمكن الوصول إلى هذا التبويب من خلال قائمة تظهر في أعلى شاشة الريلز، مما يسمح لك برؤية ما يشاهده أصدقاؤك ويعجبون به، وهو ما يشبه إلى حد كبير تجربة تيك توك، لكنه يعتمد هنا على تفاعل دائرة أصدقائك بدلاً من المحتوى العام فقط.

يوفر إنستجرام أدوات للتحكم في المحتوى الظاهر في هذا القسم، بما يضمن خصوصية المستخدمين وعدم إجبارهم على مشاركة كل تفاعلاتهم مع جمهور أوسع.

كما أُضيف خيار كتم التوصيات التي تأتي من مستخدمين غير مهتمين بمحتواهم، ما يعزز تجربة المستخدم ويجعلها أكثر تخصيصاً.

الخلاصة

يمكن اعتبار هذه التحديثات انعكاساً واضحاً لتحول إنستجرام نحو تعزيز التفاعل الاجتماعي المباشر بين المستخدمين، مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين التوصيات، ودعم المبدعين في الوصول لجماهير جديدة.

في الوقت نفسه، توفر المنصة أدوات تحكم وخصوصية متطورة للتعامل مع المخاوف المتعلقة بالموقع الجغرافي والخصوصية.

هذه الخطوات قد تُعيد تعريف كيفية استخدام إنستجرام، فتتحول من مجرد منصة لنشر الصور والفيديوهات إلى مساحة أكثر ديناميكية تجمع بين المحتوى الأصلي، والمحتوى المعاد نشره، والتفاعل الاجتماعي المباشر، وهو ما ينتظر أن يؤثر بشكل كبير على تجارب المستخدمين.

المقال سـ & جـ