تخيّل أنك تدير حملة إعلانية على YouTube لإعادة استهداف أشخاص زاروا موقعك بالفعل، ثم فجأة تكتشف أن إعلاناتك تُعرض أمام جمهور أوسع لم تسمح له أصلاً بالدخول! ألن يبدو ذلك وكأنك تهمس برسالة شخصية لشخص تعرفه، ثم تجد نفسك تصرخ بها في الشارع أمام غرباء لا يعرفون عنك شيئًا؟

هنا يظهر مفهوم الاستهداف المحسّن (Optimized Targeting)، ميزة خفية قد تكون مفيدة أحيانًا، لكنها أيضًا قد تتحول إلى فخ إن لم تكن واعيًا بآثارها.

ما هو الاستهداف المحسّن أصلًا؟

Mu-UMc-WKO3a-FM5qpx-VEYGbbt-Xq32myu-YGLMv-M

الصورة ملطوشة من جوجل

الاستهداف المحسّن هو إعداد افتراضي داخل بعض الحملات الإعلانية في Google Display وYouTube وDemand Gen.

فكر فيه كخوارزمية ذكية تقول: “سأساعدك على توسيع نطاق وصولك، حتى لو اخترت جمهورًا محددًا، لأنني أعتقد أن هناك مستخدمين آخرين قد يهتمون أيضًا بإعلانك.”

بمعنى آخر، حتى إن حددت جمهورك بدقة (مثل أشخاص دخلوا موقعك أو شاهدوا فيديو معينًا)، فإن جوجل قد تتوسع خارجه لتجلب مشاهدات إضافية.

على الورق، يبدو الأمر جذابًا: مزيد من المشاهدات، مزيد من الفرص، وربما مزيد من التحويلات.

لكن هل دائمًا هذا ما يحدث؟

أين تنجح هذه الميزة؟

لنكن منصفين، الاستهداف المحسّن ليس “شريرًا”.

في حملات الوعي بالعلامة التجارية، مثلًا، قد يكون من الرائع أن تسمح للخوارزمية بأن تجد لك مستخدمين جدد يشبهون جمهورك الحالي.

تخيّل أنك تسوّق لماركة جديدة من الملابس الرياضية:

  • جمهورك الأساسي: زوار موقعك.
  • جمهور إضافي عبر الاستهداف المحسّن: أشخاص يهتمون بالرياضة أو يتابعون علامات مشابهة.

في هذه الحالة، الخوارزمية توسّع الدائرة وتمنحك فرصة الوصول إلى عملاء محتملين جدد.

لكن هل ينطبق هذا على كل أنواع الحملات؟

بالطبع لا.

لماذا يُعتبر خطيرًا في حملات إعادة الاستهداف؟

الهدف من إعادة الاستهداف (Retargeting) هو واحد وواضح: إعادة إشراك الأشخاص الذين يعرفونك أصلًا.

ربما زاروا متجرك الإلكتروني ولم يكملوا الشراء، أو شاهدوا منتجًا محددًا ثم غادروا.

هؤلاء الأشخاص أكثر قربًا من اتخاذ قرار الشراء، لذا تصمم لهم رسائل دقيقة جدًا مثل:

  • “نسيت شيئًا في سلة التسوق؟
  • احصل على خصم 10% الآن.”
  • “لقد شاهدت هذا المنتج، هل ترغب في توصيله مجانًا؟”

الآن تخيّل أن هذه الرسالة الموجهة بدقة تُعرض أمام شخص لم يسمع بك من قبل.

ماذا سيحدث؟

  • قد يتجاهل الإعلان تمامًا لأنه لا يفهم السياق.
  • سترتفع التكلفة، إذ تدفع مقابل انطباعات إضافية غير مجدية.
  • ينخفض العائد على الاستثمار (ROI)، لأنك تهدر ميزانية كان من الممكن أن تركز على جمهورك الدافئ فقط.

لهذا السبب ينصح الخبراء: في حملات إعادة الاستهداف، أوقف الاستهداف المحسّن دائمًا تقريبًا.

تكلفة خفية قد لا تنتبه لها

قد تقول: “لكن ما المشكلة في الحصول على وصول أوسع؟”

المشكلة أن الخوارزميات لا تفرق بين هدفك من الحملة.

بالنسبة لها، كلما زادت الانطباعات زاد “النجاح”.

لكنها لا تدرك أن رسالتك مصممة خصيصًا لمجموعة صغيرة.

النتيجة؟

تجد نفسك تدفع ميزانية كبيرة مقابل جمهور بارد، بينما الجمهور الذي يستحق المتابعة (من يعرفك أصلًا) يتلقى جزءًا أقل من الميزانية.

بالمقابل، عندما تعطل الاستهداف المحسّن في إعادة الاستهداف، فأنت تقول بوضوح:

“لا أريد أي مشاهدات إضافية، أريد فقط أن أصل إلى الأشخاص الذين كانوا معي بالفعل في الرحلة.”

هذا يضمن أن كل دولار يُصرف يعمل لصالحك.

كيف تتعامل معه بذكاء؟

  1. افهم الهدف من الحملة: هل هي للوعي أم لإعادة الاستهداف؟ إذا كانت للوعي، قد تسمح به جزئيًا. أما إعادة الاستهداف، فالإجابة واضحة: أوقفه.
  2. اختبر دائمًا: لا تأخذ أي إعداد على أنه “أفضل ممارسة” مطلقة. جرّب سيناريو صغير بقياس النتائج، ثم قرر.
  3. راقب تقارير الجمهور: اسأل نفسك دائمًا: من الذي يشاهد الإعلان فعلًا؟ هل هم الأشخاص الذين أردتهم أم جمهور إضافي بلا قيمة؟
  4. ضع الميزانية في مكانها الصحيح: الجمهور الدافئ (warm audience) هو الأكثر قيمة. لا تدع الخوارزمية تسرق ميزانيتك منهم.

ماذا يعني هذا لمستقبلك التسويقي؟

عالم الإعلان الرقمي أصبح أكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي والخوارزميات.

وهذا جيد في جزء منه، لكنه يعني أيضًا أن عليك أن تكون أكثر وعيًا بما يحدث خلف الكواليس.

ميزة مثل “الاستهداف المحسّن” قد تبدو صغيرة، لكنها قد تغيّر جذريًا من نتائج حملتك، للأفضل أو للأسوأ.

لذلك، المعلومة الذهبية هنا:

في حملات إعادة الاستهداف، لا تدع الخوارزمية تتصرف بدلًا عنك. أنت تعرف جمهورك أفضل منها.

الخُلاصة

الآن، اسأل نفسك: كم مرة راجعت إعدادات حملاتك فعلًا قبل إطلاقها؟

كم مرة افترضت أن كل شيء مضبوط بشكل مثالي من قِبل المنصّة؟

ربما حان الوقت لأن تنظر بجدية في تفاصيل صغيرة مثل الاستهداف المحسّن، لأنها قد تصنع فارقًا ضخمًا بين حملة ناجحة وأخرى تُهدر ميزانيتها.

لا تدع إعلانك يتحدث مع الغرباء بينما رسالتك الحقيقية موجّهة لأشخاص يعرفونك بالفعل.

ابدأ من اليوم بمراجعة إعدادات حملاتك، وكن أنت القائد الفعلي لاستراتيجيتك الإعلانية، لا مجرد راكب في رحلة تقودها الخوارزميات.

المقال سـ & جـ

ما هو الاستهداف المحسّن (Optimized Targeting) في الحملات الإعلانية؟

هو إعداد افتراضي في Google Display وYouTube وDemand Gen، يسمح بتوسيع نطاق الجمهور ليشمل مستخدمين مشابهين لجمهورك الأساسي، مما قد يزيد من المشاهدات والتحويلات المحتملة.

متى يكون الاستهداف المحسّن مفيدًا؟

يُستخدم غالبًا في حملات الوعي بالعلامة التجارية لتوسيع الوصول إلى عملاء جدد يشبهون جمهورك الأساسي.

لماذا يعتبر الاستهداف المحسّن خطيرًا في حملات إعادة الاستهداف (Retargeting)؟

لأنه يعرض رسائل موجهة بدقة أمام جمهور غير مناسب، مما يرفع التكلفة ويقلل من العائد على الاستثمار (ROI).

ما هي التكلفة الخفية المرتبطة بالاستهداف المحسّن؟

تتمثل في إنفاق الميزانية على جمهور بارد لا يعرف العلامة التجارية، بدلًا من التركيز على الجمهور الدافئ الأكثر قابلية للتحويل.

كيف يمكن التعامل بذكاء مع الاستهداف المحسّن؟

فعّل الميزة في حملات الوعي فقط.
عطّلها في إعادة الاستهداف.
اختبر النتائج وراجع تقارير الجمهور بانتظام.
ركّز الميزانية على الجمهور الدافئ.

ماذا يعني الاستهداف المحسّن لمستقبل التسويق الرقمي؟

يعكس اعتماد الحملات على الذكاء الاصطناعي والخوارزميات، مما يتطلب وعيًا أكبر بالتحكم في الإعدادات لضمان دقة الاستهداف.

ما هي الخلاصة الذهبية المتعلقة بالاستهداف المحسّن؟

فعّله بحذر في حملات الوعي، وأوقفه في إعادة الاستهداف، لأنك تعرف جمهورك أفضل من أي خوارزمية.

هل يمكن أن تتأثر ميزانية الحملات الإعلانية بالاستهداف المحسّن؟

نعم، عند تفعيله في سياق غير مناسب يتم إهدار الميزانية على جمهور غير مهتم، بينما تعطيله في إعادة الاستهداف يضمن استثمار كل دولار بشكل فعال.

اترك أول تعليق