في يوليو 2025، أعلنت منصة X عن تغييرات جذرية في سياسات الإعلانات المدفوعة، تُعيد تشكيل طريقة تصميم الإعلانات ومحتواها الإبداعي.

فقد أعلنت عم حظر شبه كامل لاستخدام الإيموجي والهاشتاغات في الإعلانات، في خطوة قالت المنصة إنها تهدف إلى “تحسين جودة تجربة المستخدم وتقليل الفوضى البصرية”.

قد يبدو هذا التحديث في ظاهره بسيطًا، لكنه في الواقع يحمل تداعيات واسعة، خصوصًا على المسوّقين والمعلنين الذين بنوا استراتيجياتهم الإبداعية على الاستخدام الذكي والمكثف للرموز التعبيرية والعلامات المرتبطة بالموضوعات الرائجة.

ما الذي تغير تحديدًا؟

قرار إيقاف الإيموجي في إكس (تويتر)

وفقًا للسياسة الجديدة:

  • يُسمح باستخدام إيموجي واحد فقطفي النص أو التصميم الإبداعي للإعلان.
  • يُمنع استخدام الهاشتاغات تمامًافي الإعلانات.
  • هناك استثناءوحيد للإعلانات الموجهة لليابان وكوريا الجنوبية.
  • الإعلانات المخالفة قد تواجه واحدة أو أكثر من العقوبات التالية:
    • انخفاض مستوى جودة العرض (Ad Quality Score)
    • ارتفاع تكلفة النقرة أو الظهور (CPC / CPM)
    • إيقاف الإعلان بشكل كامل

ما دوافع هذا التغيير؟

بحسب تصريحات رسمية من إدارة X، فإن السبب الجوهري يعود إلى الرغبة في “تقديم تجربة إعلانية أكثر هدوءًا واحترافية”، بعيدًا عن ما وصفته المنصة بـ “التشويش البصري” الناتج عن الزخرفة المفرطة”.

ومن الملاحظ أن هذه الرؤية تتماشى مع توجهات أخرى داخل المنصة نحو فرض سيطرة أكبر على أسلوب العرض وجودته، في محاولة لاستعادة ثقة المستخدمين وزيادة معدلات التفاعل الحقيقي، لا الزائف أو المبني على جذب بصري مفرط.

كيف استقبل المعلنون القرار؟

القرار لم يمرّ دون جدل.

كثير من المسوّقين، خصوصًا ممثلي العلامات التجارية الصغيرة والمتوسطة، اعتبروا أن هذه القيود تضعف قدرتهم على التعبير البصري و”كسر الجمود” في النصوص الإعلانية. فالإيموجي والهاشتاغ لم يكونا مجرد زينة، بل أدوات مهمة لبناء نبرة مميزة، واستهداف شرائح معينة، وإبراز طابع الحملة.

وقد أثار القرار موجة من النقاش داخل مجتمع الإعلانات الرقمية، حيث عبّر عدد من المعلنين – وفقًا لما نشره موقع Social Media Today – عن مخاوفهم من تأثير هذه السياسة على فعالية حملاتهم، خاصة تلك التي تعتمد على عناصر بصرية خفيفة وسريعة الجذب.

ورغم عدم وجود بيانات رسمية دقيقة عن مدى استخدام الإيموجي والهاشتاغ في حملات X الناجحة، إلا أن الاستخدام الواسع لهما في السنوات الماضية، خاصة في الحملات ذات الطابع التفاعلي، يُظهر أن التقييد الجديد قد يُحدث تحولًا في طريقة صياغة الرسائل الإعلانية وتصميمها.

هل هذه السياسات دائمة؟ أم يمكن تجاوزها؟

من خلال تحليل سجل تغييرات X في السنوات الماضية، يتّضح أن المنصة لا تتردد في فرض سياسات صارمة على المستخدمين والمعلنين على حد سواء. وبالتالي، يُفترض أن تستمر هذه السياسات لفترة ليست بالقصيرة، خصوصًا إذا أثبتت فعاليتها من منظور المنصة، حتى لو لم تلقَ ترحيبًا من المعلنين.

ومع ذلك، تترك X دائمًا مساحة “ضبابية” في تطبيق بعض السياسات، وغالبًا ما يعتمد تأثير القرار على مستوى التفاعل وسلوك السوق. لذا، من المتوقع أن تراقب المنصة عن كثب أداء الحملات في ظل السياسة الجديدة، وقد تجري عليها تعديلات مستقبلية.

ما الذي يجب على المعلنين فعله الآن؟

سواء كنت مدير حملة داخل شركة كبرى، أو تروّج لمنتجك من خلال حملة بسيطة، إليك بعض النصائح العملية للتعامل مع التحديث:

  • راجع كل الإعلانات الحالية: احذف أي هاشتاغ، وتأكّد من استخدام إيموجي واحد فقط في النص أو التصميم، لا أكثر.
  • راقب أداء الحملات: تابع التغيّرات في تكلفة النقرة أو الظهور، ولاحظ إن كانت هناك إشارات إلى انخفاض في جودة العرض.
  • اختبر بدائل أسلوبية: جرّب استخدام علامات الترقيم أو اللغة الحوارية بدل الإيموجي لإيصال النبرة أو المشاعر.
  • قيّم جدوى الاستمرار على المنصة: إذا شعرت أن سياسات X أصبحت تقيّد حرية التعبير الإبداعي بشكل يضر بفعالية الحملة، فكّر في تحويل الميزانية الإعلانية إلى منصات أكثر مرونة مثل TikTok أو Meta، خاصة إذا كانت حملتك تعتمد على الجذب البصري والرسائل المرنة.

الخلاصة

قد يُنظر إلى قرار X على أنه “خنق إبداعي”، لكن الواقع أن المنصة تُعيد رسم حدود اللعبة. السؤال ليس: هل توافق على السياسة؟بل: هل ستتكيف معها بسرعة، أم تترك الساحة لغيرك؟

في النهاية، المسوّق الذكي هو من يحوّل القيود إلى أدوات تفوّق.

اترك أول تعليق