في زحمة المحتوى وتقلُّب الخوارزميات، تظل قاعدة واحدة تفرض نفسها بثبات:
ما يُشاهَد أكثر، يُؤثّر أكثر.
وهذا بالضبط ما أثبته تقرير LinkedIn الصادر في 2025، الذي أكد أن الفيديو لم يعد مجرد خيار جيد على المنصة، بل أصبح العنصر الأكثر فاعلية في تحفيز التفاعل، وبناء الثقة، وتحويل المتابعين إلى عملاء.
فهل ما زالت منشوراتك تعتمد على النصوص والصور؟ ربما حان الوقت لتعيد النظر.
الأرقام لا تُجامل: الفيديو يتفوّق بوضوح
- 36٪ زيادة في وقت مشاهدة الفيديوهات على LinkedIn خلال عام 2024.
- الفيديوهات يتم مشاركتها أكثر 20 مرة من أي نوع آخر من المحتوى.
- الفيديوهات تحصل على تفاعل أكبر بثلاثة أضعاف مقارنة بالنصوص أو الصور.
- الفيديوهات القصيرة (أقل من 60 ثانية) تحقق تفاعلًا أسرع، وتُبقي المشاهد منتبهًا حتى النهاية.
وفي بيئة مهنية مثل LinkedIn، هذا التفاعل لا يُقاس فقط بالإعجابات والتعليقات، بل ينعكس على قرارات الشراء، وبناء العلاقات، وتوسيع نطاق التأثير.
الـ Reels تتفوق في الوصول… والكاروسيل في التفاعل
من خلال مقارنة دقيقة أوردها التقرير بين أكثر نوعين شيوعًا من المنشورات البصرية:
فيديوهات Reels تحقق وصولًا أعلى بنسبة 39٪ من الكاروسيلات.
لكن الكاروسيلات تتفوق عليها في معدل التفاعل بنسبة طفيفة (12٪).
الرسالة هنا واضحة:
إذا كان هدفك هو الانتشار والوصول لجمهور جديد، ركّز على الفيديو القصير.
أما إذا كنت تستهدف تعميق العلاقة مع جمهورك الحالي، فقد تكون الكاروسيلات خيارًا تكميليًا جيدًا.
ليست كل فيديوهات LinkedIn مُتساوية
في دراسة شملت أكثر من 13,000 إعلان فيديو B2B على المنصة، تبين أن الفيديوهات الأكثر نجاحًا ليست بالضرورة الأغلى إنتاجًا، بل الأذكى في الصياغة، وذات الأساس العاطفي والثقافي الواضح.
أهم 3 عناصر مشتركة بين الفيديوهات الناجحة:
- الإبداع المتعمد: لا تعتمد على الصدفة أو تكرار الصيغ المعروفة.
- الأساس العاطفي: الفيديو الذي يلمس القيم والمشاعر يتفوّق على الذي يعرض المزايا التقنية فقط.
- التوافق الثقافي: كلما كان المحتوى قريبًا من سياق الجمهور، زادت فرص تفاعله معه.
بمعنى آخر، لا تحتاج إلى كاميرات سينمائية… بل تحتاج إلى وضوح، وتركيز، ورسالة موجهة.
لماذا يفضّل العملاء الفيديو أصلًا؟
واحدة من أكثر الإحصائيات دلالةً جاءت من التقرير:
95٪ من المشترين في البيئات المهنية يفضلون الرسائل المقدمة عبر الفيديو لأنها أسهل في الحفظ والتذكّر.
وإذا وضعنا ذلك في سياق دورة الشراء في B2B، فالفيديو لا يؤدي دورًا جماليًا فحسب، بل يساعد على ترسيخ المعلومة، وتوجيه القرار، وبناء الثقة.
تخيّل عرض منتج SaaS مُعقد… ما الأفضل؟
- منشور طويل يشرح الخصائص واحدة تلو الأخرى
- أم فيديو مختصر، بصري، يوضّح المشكلة والحل خلال 45 ثانية؟
الجمهور لا يبحث عن الجهد، بل عن الفهم السريع. والفيديو يقدّم له ذلك على طبق جاهز.
كيف تتعامل الشركات فعليًا مع هذا التحول؟
- 74٪ من الشركات تنشر محتوى على LinkedIn بمعدل 1-5 مرات أسبوعيًا.
- 81٪ منها تقيس النجاح بناءً على التفاعل (إعجابات، تعليقات، مشاركات).
- و69٪ تعتمد على الفيديو الإعلاني لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، مع ملاحظة ارتفاع في معدلات التحويل عند استخدام الفيديو مقارنة بأنواع المحتوى الأخرى.
هذه الأرقام لا تشير فقط إلى توجه عام، بل إلى قناعة متزايدة بأن الفيديو هو العنصر الحيوي للنمو الرقمي على LinkedIn.
ماذا يعني هذا لعلامتك التجارية؟
لو كنت تدير مشروعًا، أو تبني علامة ناشئة، أو تحاول اختراق سوق مزدحم، فالفيديو على LinkedIn لم يعد خيارًا مؤجَّلًا.
- هو مدخل لبناء علاقة حقيقية مع الجمهور.
- أداة لعرض القيمة بطريقة مرئية ومقنعة.
- وسيلة لإثبات حضورك المهني في مساحة لا ترحم التكرار أو العشوائية.
وحتى لو لم تكن لديك ميزانية إنتاج ضخمة، يمكن لفيديو بسيط لكنه مُتقن، أن يُحدث أثرًا لا تحققه حملة إعلانية كاملة.
