أخبرني بصراحة، هل لديك شك في قدرة التسويق بالمحتوى على تحقيق المبيعات؟ وبالتالي، أنت هنا تسأل وتبحث عن مثال لزيادة المبيعات عن طريق التسويق بالمحتوى، أليس كذلك؟
أحب أن أبشرك أنك في المكان الصحيح. فأنا أتفهم موقفك تمامًا، فقد يكون لديك منتج ممتاز من حيث الجودة أو التكنولوجيا التي صُنع بها، ورغم ذلك، فلا أحد يسمع به أو حتى بك، وبالتالي تعاني من ضعف مبيعاته!
ذلك كان حال واحدة من أشهر شركات الأجهزة المنزلية اليوم، وهي “بليند تيك”، والتي قفزت مبيعاتها فجأة بنسبة 700% من خلال التسويق بالمحتوى عمومًا، ومحتوى الفيديو الفيروسي خصوصًا.
وفي مقالي هذا، لن أوضح لك التكتيكات والنتائج فحسب، بل سأستخرج معك أهم الدروس التي إذا التزمت بها، سيرتفع احتمال تحقيقك لنفس نتائجهم. لذا تابع معي.
التكتيكات: محتوى جريئ وغير مُعتاد
اعتمدت شركة “بليند تيك” على مجموعة من التكتيكات الممتازة التي ساعدتها في ضرب أروع مثال لزيادة المبيعات عن طريق التسويق بالمحتوى، وتحقيق نتائج غير متوقعة في وقت قصير. ومن بين هذه التكتيكات:
إنتاج سلسلة من الفيديوهات القصيرة
إنتاج محتوى فيروسي ليس بالأمر السهل، سواء من حيث الجرأة أو التكلفة. إذ يجب عليك اختيار أحدهما، شئت أم أبيت. وفي حالة شركة “بليند تيك”، اختارت أن تكون جريئة.
قررت شركة “بليند تيك” إنتاج حلقات قصيرة تتحدى فيها منتجها وجمهورها معًا، وتسأل: “Will It Blend?” أي هل سيتمكن منتجهم من ضرب وخلط هذه المادة؟
في هذه الحلقات، قررت الشركة ضرب وخلط أشياء قوية وغريبة، حتى أنها وصلت إلى خلط أجهزة مثل الآيفون أو جرافة النجيلة! والأجرأ من ذلك، أن المؤسس والمدير التنفيذي للشركة نفَّذ هذه التجارب بنفسه!
الإنتاج غير المكلف
كثيرًا ما نعتقد أنه لإنتاج محتوى فيروسي، يجب علينا تخصيص مبالغ مالية كبيرة لذلك.
لكن في حالة “بليند تيك”، لم يكن الأمر كذلك، إذ لم تتجاوز تكلفة الفيديو الواحد 50 دولارًا فقط! وذلك لأن الفيديو يتكون ببساطة من مقدم العرض وهو واقف مع الخلاط، يضرب فيه أي شيء يأتي في طريقه!
بالطبع، بعد ذلك زادت التكلفة، لكن انخفاض التكلفة في البداية ساعد في تعزيز فكرة الاستثمار الآمن وغير المكلف.
التوظيف الاستراتيجي ليوتيوب
![صورة توضع الاستخدام الاستراتيجي لـ يوتيوب من خلال دمج الكلمات المفتاحية في العنوان والوصف](https://i0.wp.com/moamencsm.com/wp-content/uploads/2024/12/image.webp?resize=860%2C503&ssl=1)
لم تكن “بليند تيك” تنشر فيديوهاتها بشكل عشوائي على يوتيوب، بل كانت حريصة على تهيئة المحتوى.
فقد اهتمت بالعناوين والأوصاف ودمجت الكلمات المفتاحية فيها لتعظيم الأثر من خلال الظهور في محرك البحث.
وبالتأكيد، ساعد ذلك كثيرًا في زيادة انتشار محتواها.
التفاعل مع الجمهور
إذا رغبت في تبنّي الجمهور لمحتواك، فاجعلهم مصدر إلهام لهذا المحتوى. بهذه الطريقة، ستضاعف مكاسبك:
- أولاً، سينتشر المحتوى ويزداد التفاعل معه.
- ثانيًا، ستريح نفسك من عناء التفكير المستمر في أفكار جديدة.
ما فعلته “بليند تيك” هو أنها في نهاية كل حلقة طلبت من الجمهور اقتراح أشياء جديدة لضربها في الخلاط، وكانت الطلبات بالطبع مجنونة! وكلما زادت درجة الجنون، زاد الوصول والتفاعل أيضًا!
النتائج: أروع مثال لزيادة المبيعات عن طريق التسويق بالمحتوى
النتائج التي حققتها “بليند تيك” كانت نتائج مبهرة بصراحة، وسنستعرضها واحدة تلو الأخرى كما يلي:
زيادة المبيعات بنسبة 700%
لم تتجاوز مبيعات “بليند تيك” في عام 2006، قبل الحملة، 4 ملايين دولار سنويًا. ولكن الغريب أنها حققت مبيعات بقيمة 56 مليون دولار تقريبًا خلال سنوات إطلاق الحملة!
وبالمناسبة، لم يقتصر النجاح على السنة الأولى فقط، بل استمرت المبيعات في زيادة مستمرة لمدة ثلاث سنوات إضافية بعد ذلك!
الوصول غير المسبوق
كما ذكرت، كانت “بليند تيك” شركة مغمورة.
لكن فجأة، وصل محتواها إلى 6 ملايين مشاهدة في 5 أيام فقط. وبعدها، وخلال الحملة، بلغت عدد المشاهدات 293 مليون مشاهدة، حتى لم يعد هناك بيت في الولايات المتحدة لا يعرف اسمها.
تغطية إعلامية شاملة
كان هذا مكسبًا لم تكن “بليند تيك” تتوقعه أو تأخذه في الحسبان. فقد حفز النجاح الكبير والانتشار الفيروسي غير المتوقع القنوات التلفزيونية على إجراء لقاءات مع الشركة ومديرها، حيث ظهرت في برنامج “The Tonight Show” و”The Today Show”.
ما الذي يمكن تعلمه من تجربة “بليند تيك”؟
بصراحة، تعتبر تجربة “بليند تيك” واحدة من أكثر التجارب إلهامًا، ومثال لزيادة المبيعات عن طريق التسويق بالمحتوى واقعي وحقيقي، وتحتوي على العديد من الدروس المستفادة.
بمجرد أن تأخذ هذه الدروس في اعتبارك، ستتمكن من تحقيق نتائج مشابهة لنتائجهم بشكل أو بآخر. ومن هذه الدروس:
تأثير عقلية صاحب العمل
أبهرني توم ديكسون، المالك والمدير التنفيذي لشركة “بليند تيك”، عندما قرر الظهور بنفسه في هذا العرض.
كان بإمكانه توظيف شخص آخر أو تكليف أي موظف لديه بأداء هذا الدور، لكن شجاعته وعقليته التي دفعته للظهور بنفسه أضفت على المنتج مصداقية غير عادية. إذ لا يُتصور أن يُخاطر صاحب شركة باسمه وسمعته في شيء لا يتسم بالجودة التي يدعيها!
الجرأة
وهذا هو الدرس الثاني. فقد وثقت الشركة في منتجها ثقةً جعلتها تتخذ قرارات جريئة، حتى أنها ضربت وخلطت أشياء يستحيل أن يفكر فيها أحد!
هذه الجرأة وحدها ساهمت في تحقيق أكثر من 70% من النتائج والوصول الفيروسي!
البساطة
لم تحاول الشركة إنتاج فيديو ضخم بتكاليف باهظة من أجل إثبات فكرة يمكن إثباتها بغاية البساطة!
إذا كنت تدعي أن منتجك قوي، فالأمر بسيط؛ اضرب واخلط لي فيه شيئًا قويًا يثبت ذلك دون الحاجة إلى كلام أو تكاليف إضافية!
الجدية والانضباط
لا تستغرب من هذا الدرس، فالكثير من الأفكار قد تكون بسيطة وسهلة وغير مكلفة، لكن يفتقر الكثيرون إلى العزم الحقيقي على تنفيذها وتوجيه الموارد نحوها!
إذا لم يكن هناك تبنٍ للفكرة وعزم على تنفيذها، فلن تتحقق النتائج، حتى لو كانت الفكرة سهلة ونتائجها مضمونة!
اقرأ أيضًا:
خاتمة
تُعد تجربة “بليند تيك” تجربة فريدة تستحق الدراسة بعناية، لأنها كسرت المفهوم السائد حول التسويق بالمحتوى، باعتباره استراتيجية خاصة بالعلامات التجارية فقط، وأن تأثيرها على المبيعات محدود.
وقد أثبتت الشركة فعالية التسويق بالمحتوى من خلال الضرب على أهم وتر وهو المبيعات، وتقديم نفسها كـ مثال لزيادة المبيعات عن طريق التسويق بالمحتوى حقيقي وواقعي.
ومن هنا، أدعوك للانضمام إليّ في رحلة مثيرة، نخطط فيها معًا وننفذ استراتيجية تسويق بالمحتوى فعّالة، تفتح لنا أبواب أفضل النتائج. ويمكنك اكتشاف سبل التعاون والتواصل معي من هنا.
العلم النافع يجزي الله ناشره خيرًا، فاضرب لنفسك سهمًا.
تنبيه Pingback: أهم أنواع المحتوى على السوشيال ميديا ودورها في استراتيجية المحتوى - مؤمن محمد
تنبيه Pingback: ضعف معدل تحويل صفحة المنتجات: الأسباب المُحتملة والحلول المُقترحة - مؤمن محمد