كم مرة قلتَ لعميلك: “نقترح نبدأ بحملة وعي”، وردّ عليك بهزّة رأس سريعة، دون أن تعرف إن كان اقتنع… أم لم يفهم أصلًا؟

في كثير من الحالات، لا يكون اعتراض العميل على الفكرة، بل على الغموض خلف المصطلح. كلمة “وعي” تبدو براقة، لكنها، في السياق العملي، تحتاج إلى ترجمة: وعي بماذا؟ ولماذا؟ ولمن؟

وفي الحقيقة، العميل معه كل الحق إن سأل: “يعني إيه حملة وعي؟ إيه اللي هيفرق معايا؟”

الوعي ليس هدفًا… بل حزمة من الأهداف المحددة

عندما نقول “حملة وعي”، نحن لا نقصد مجرد الحضور البصري أو زيادة عدد المشاهدات. الوعي، بمفهومه التسويقي الفعّال، يُشير إلى واحدة أو أكثر من الأهداف التالية:

التعريف بالاسم (Brand Recognition)

أن يسمع الجمهور باسم العلامة للمرة الأولى، ويبدأ في التعرف عليه بصريًا ولفظيًا. مثل رؤية شعار “جاهز” على تطبيق توصيل جديد لا يعرفه العميل سابقًا.

شرح القيمة الفريدة (Value Proposition)

توضيح لماذا يجب أن يهتم الجمهور بهذه العلامة؟ ما الذي تقدمه ويصعب إيجاده في غيرها؟

مثلما تفعل “تمارا” في إبراز فكرة “اشترِ الآن وادفع لاحقًا بدون فوائد”.

ربط العلامة بمشكلة حقيقية

أن يشعر العميل بأن العلامة تفهم معاناته، وأنها ليست مجرد منتج، بل حل.

خذ مثالًا من “سلة” التي تُظهر كيف يمكن للتاجر الفرد أن يبني متجرًا إلكترونيًا بسهولة دون تعقيدات.

بناء رابطة عاطفية

أن تنجح العلامة في لمس شيء داخلي لدى الجمهور: مشاعر، قِيَم، طموحات.

مثل حملات “STC” التي تربط العائلة بالتكنولوجيا، دون بيع مباشر.

تعزيز التذكّر الذهني (Brand Recall)

أن يبقى اسم العلامة حاضرًا في الذهن عندما تظهر الحاجة.

هنا يظهر أثر التكرار الذكي، والمحتوى البصري المميز، والنبرة المتسقة في الرسائل.

فلماذا الخلط شائع إذًا؟

السبب الرئيسي هو أن كثيرًا من المسوقين يتحدثون عن “الوعي” كما لو كان نتيجة بحد ذاته. بينما هو في الواقع وسيلة لتحقيق واحدة من الأهداف التي ذكرناها.

عندما نُطلق على الحملة اسم “وعي”، يجب أن نكون واضحين: أي نوع من الوعي نقصد؟

فهل نريد تعريفًا أوليًا؟ أم نطمح لتغيير انطباع قائم؟ أم نريد ببساطة أن نزرع علامة جديدة في ذاكرة مشغولة؟

خلاصة عملية: لا تقل “وعي” فقط، بل حدد الهدف

في المرة القادمة التي تعرض فيها على العميل فكرة “حملة وعي”، جرب أن تقول:

“نقترح حملة هدفها شرح القيمة اللي تميز العلامة، وبناء انطباع أول إيجابي يخلي الناس تفتكرنا لما تحتاج الحل اللي بنقدمه.”

أو:

“الفكرة نبدأ بحملة تخلق ارتباط بين العلامة ومشكلة حقيقية بيعيشها العميل، ونربط اسمنا بالحل.”

بهذه الطريقة، ستتحول كلمة “وعي” من مصطلح فضفاض إلى استراتيجية مُقنعة، قابلة للقياس والتحسين.

اترك أول تعليق