في خطوة مفاجئة ولكنها ليست بغريبة عن توجهات إيلون ماسك، أعلنت منصة X (المعروفة سابقًا بتويتر) بتاريخ 27 يونيو 2025، عن قرار جديد يقضي بحظر استخدام الهاشتاغات في جميع الإعلانات المروّجة على المنصة. القرار يشمل كافة أشكال الإعلانات: نصوصًا، صورًا، فيديوهات وحتى العروض المتحركة (GIFs). أي إعلان يحتوي على هاشتاغ لن يتم تمريره أو الموافقة عليه للنشر كمحتوى مدفوع.
ما دوافع القرار؟
بحسب ما صرّح به ماسك نفسه، فإن الهاشتاغات — في الإعلانات تحديدًا — تشكّل ما وصفه بـ”كابوس جمالي” (esthetic nightmare). ويرى أن وجودها يخل بتوازن الإعلان، ويمنحه مظهرًا مزدحمًا يربك المستخدم ويشغله عن الهدف الأساسي للإعلان، مثل النقر على رابط أو التفاعل مع دعوة لاتخاذ إجراء (Call to Action).
ماسك يهدف إلى جعل الإعلانات أكثر انسجامًا مع تدفق المنشورات العادية على الخلاصة، بحيث لا يشعر المستخدم بأنها “لوحة إعلانية صارخة” تفصله عن تجربته المعتادة على المنصة.
الهاشتاغ: أداة تسويقية فعّالة… أم مصدر فوضى؟
من منظور تسويقي بحت، يُعدّ الهاشتاغ أداة فعّالة أثبتت فائدتها عبر السنوات. فهو لا يقتصر على جذب الانتباه فحسب، بل يُستخدم أيضًا لتجميع المنشورات حول موضوع أو حملة معينة، مما يساعد على قياس التفاعل وتتبع الأداء وربط العلامة التجارية بموجات الحديث المجتمعي.
بل إن بعض العلامات التجارية العالمية، مثل Nike وCoca-Cola، اعتمدت عليه في حملاتها الكبرى لخلق حراك رقمي واسع، كما في حملة #JustDoIt التي وصلت لملايين المستخدمين عبر مختلف المنصات.
ولكن في حالة الإعلانات على X، يعتقد ماسك أن هذه الفوائد التسويقية لا تُوازي الضرر البصري الذي تحدثه، في رأيه. لذا، فإن هذا القرار لا يبدو مبنيًا على بيانات أداء أو تحليلات تسويقية بقدر ما هو انعكاس لتوجهات ماسك الجمالية وشغفه بـ”تبسيط الواجهة”.
كيف يتعامل المعلنون الآن؟
هذا التغيير يفرض على المسوقين إعادة النظر في تكوين إعلاناتهم على المنصة. لم يعد بالإمكان الاعتماد على هاشتاغ قوي لجذب الانتباه أو الدخول في سياق نقاش رائج.
بدلاً من ذلك، سيكون التركيز أكبر على:
- * النصوص المختصرة والمباشرة: التي تنقل الرسالة بأقل قدر من التشتيت.
- * الصور والفيديوهات عالية الجودة: والتي يمكن أن تنقل الفكرة أو الإحساس بدون الحاجة لتعليقات تفسيرية كثيرة.
- * الاستهداف الدقيق: إذ أن نجاح الإعلان بات مرتبطًا أكثر بخوارزميات X التي تقرر من يرى الإعلان، لا بمن سيتفاعل مع هاشتاغ.
ولتوضيح ذلك، تخيّل شركة تقنية تريد الترويج لإطلاق هاتف جديد. سابقًا، كانت تكتب: “اكتشف قوة الأداء مع #XPhone5″، في محاولة لخلق هوية حول الجهاز.
الآن، ستحتاج إلى أن تقول: “هاتف XPhone5 – أسرع، أذكى، أقوى. جرّبه الآن”، مع تصميم بصري ملفت يدعم الفكرة، دون أن تعتمد على هاشتاغ يحرك التفاعل أو يزيد من الظهور.
هل هذا القرار دائم؟
لا توجد حتى الآن إشارات واضحة إن كان هذا الحظر مؤقتًا أو خطوة أولى ضمن سلسلة تغييرات أكبر. لكن إذا نظرنا إلى قرارات سابقة لماسك — مثل تقليص أزرار التفاعل في المنشورات أو تقنين الوصول لبعض المزايا — فإننا ندرك أنه لا يتردد في فرض رؤيته الشخصية حتى لو عارضها جزء من المستخدمين أو المسوّقين.
وفي غياب بيانات رسمية حول أداء الإعلانات مع أو بدون هاشتاغات، يبقى من الصعب تقييم الأثر الفعلي للقرار على عائد الاستثمار الإعلاني. لكن من المؤكد أن المسوقين سيحتاجون إلى وقت للتكيّف، خاصة من اعتادوا على الربط السريع بين المحتوى المدفوع والمحادثات الرائجة.
الخلاصة
يمكن القول إن قرار حظر الهاشتاغات في إعلانات منصة X هو انعكاس لأسلوب ماسك القيادي، الذي يمزج بين الرغبة في “تنظيف” تجربة المستخدم والحرص على شكل المنصة، حتى على حساب أدوات تسويق تقليدية وفعالة. التحدي الآن هو:
كيف يمكن للمسوقين الحفاظ على التأثير والتفاعل، في غياب عنصر كان يشكّل جزءًا أساسيًا من استراتيجياتهم لسنوات؟
ربما نرى، كما في كثير من الحالات، ولادة أساليب جديدة للابتكار تحت الضغط.
قد يُعجبك أيضًا: