من أكثر الأسئلة التي تُطرح عند إعداد خطة تسويقية واقعية:
“هل ما أدفعه لفريق التسويق منطقي؟
وهل النسبة التي تذهب للرواتب والأتعاب متوازنة مع ما يُصرف فعليًا على السوق نفسه؟”
هذا السؤال ليس ماليًا فقط، بل استراتيجي.
لأن طريقة توزيع الميزانية بين “العمل الداخلي” و”الإنفاق الخارجي” هي ما يُحدد كفاءة التسويق، لا حجمه.
أولًا: ميزانية الفريق جزء من منظومة أكبر
دعنا نبدأ بتعريف بسيط:
ميزانية التسويق = مجموع ما يُنفق لتحقيق الأهداف التسويقية خلال فترة محددة.
وتشمل عادةً:
- الإعلان المدفوع
- إنتاج المحتوى
- التسويق بالمؤثرين
- الاشتراكات والأدوات
- رواتب وأتعاب فريق التسويق (داخلي أو خارجي)
وبالتالي:
ميزانية فريق التسويق = بند فرعي داخل الميزانية التسويقية، يُغطي التكاليف البشرية والإدارية، مثل:
- رواتب الموظفين بدوام كامل أو جزئي
- أتعاب الوكالات أو المستقلين
- التدريب والتطوير
- مصاريف التنسيق والإدارة
ثانيًا: النسبة المثالية؟ لا توجد نسبة سحرية… لكن توجد مؤشرات
رغم عدم وجود “قاعدة ثابتة” يلتزم بها الجميع، تشير البيانات الحديثة إلى أن تكلفة فريق التسويق (كالرواتب والمكافآت) تمثل غالبًا 20% إلى 30% من إجمالي الميزانية التسويقية في الشركات المتوسطة والكبيرة. ويأتي ذلك وفقًا لتحليل توزيع الإنفاق المستند إلى بيانات Gartner CMO Spend Survey المنشور عبر BoomCycle.
أمّا في الشركات الصغيرة أو الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على العمل الداخلي والمحتوى العضوي دون الاعتماد على وكالات أو حملات مدفوعة مكثفة، فقد ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 40% أو أكثر—وهو تقدير منطقي مستند إلى ممارسات فعلية، وليس نسبة رسمية موثّقة.
ثالثًا: متى تكون النسبة عالية بشكل مضر؟
إذا تجاوزت 50–60% من الميزانية التسويقية وذهبت فقط إلى الفريق (سواء موظفين أو وكالة)، فغالبًا هناك خلل في التوزيع.
مثال عملي:
مشروع خصص 100,000 ريال للتسويق خلال ربع السنة:
- دفع منها 65,000 ريال لوكالة أو فريق داخلي
- تبقّى 35,000 ريال فقط للحملات والمحتوى والمنصات
والنتيجة؟
حملة “مدارة بشكل ممتاز” لكن لا تصل لأحد!
الفريق ليس هو السوق.
وظيفته أن يوصلك إلى السوق، لا أن يستهلك الميزانية وحده.
رابعًا: العبرة بمرحلة المشروع
في المراحل المبكرة (Early Stage):
- من الطبيعي أن تميل النسبة لصالح الفريق
- لأنك تبني الأصول: المحتوى، الهوية، قنوات النشر
- لكن احذر أن يتحوّل الفريق إلى عبء شهري دون نتائج ملموسة
في المراحل التشغيلية (Growth):
- يفترض أن تزيد حصة الإنفاق على الحملات، لا الأشخاص
- لأن السوق بدأ يتفاعل، والوقت حان لتوسيع الوصول
في المراحل المتقدمة:
- تصبح نسبة ميزانية الفريق أكثر استقرارًا
- ويتم توزيع الأدوار بوضوح بين بناء العلامة، وتحقيق العائد، وتحسين الكفاءة
خامسًا: توزيع ذكي حسب الهدف
إذا كان هدفك “تجربة قنوات تسويق”، فلا بأس أن تكون نسبة الفريق أعلى قليلًا (مثل 40–50%)،
لكن إذا كان هدفك “تحقيق مبيعات مباشرة”، فالنسبة الآمنة لفريق التسويق يجب أن لا تتجاوز 30–35% غالبًا.
سادسًا: بعض المؤشرات التي تدق الجرس
اسأل نفسك هذه الأسئلة لتعرف إن كنت في المنطقة الحمراء:
- هل أنفقنا على الرواتب أكثر من الحملات خلال 3 أشهر متتالية؟
- هل نقيس العائد من العمل البشري كما نقيس عائد الإعلان؟
- هل نملك خطة لتقليل الاعتماد على الأشخاص وزيادة الأتمتة أو الكفاءة؟
- هل الفريق منشغل بـ “الإعداد” أكثر من الوصول للعملاء؟
إن كانت الإجابات أغلبها “نعم”، فهناك ما يستحق المراجعة.
الخلاصة:
- ميزانية فريق التسويق لا يجب أن تبتلع الميزانية كلها
- النسبة الطبيعية تتراوح بين 20% إلى 35% في أغلب الحالات
- المشاريع الناشئة قد تصرف أكثر نسبيًا على الفريق، لكن لا تجعل ذلك عادة
- كل ريال يُصرف على الفريق، يجب أن يُقابله إنفاق مدروس على السوق
- ابحث دائمًا عن التوازن بين “من يُنفّذ” و”ما الذي يتم تنفيذه”
المقال سـ & جـ
ما هي النسبة المثالية لميزانية فريق التسويق من إجمالي الميزانية التسويقية؟
غالبًا ما تتراوح بين 20% إلى 35% في الشركات المتوسطة والكبيرة، وقد ترتفع أكثر في المشاريع الناشئة التي تعتمد على الجهد الداخلي.
متى تكون نسبة الإنفاق على فريق التسويق مؤشرًا على خلل؟
عندما تتجاوز 50–60% من الميزانية وتُستهلك داخليًا دون إنفاق كافٍ على الحملات أو الوصول للسوق، فهناك مشكلة في التوزيع.
هل تختلف النسبة حسب مرحلة المشروع؟
نعم، في المراحل المبكرة قد تكون نسبة الفريق أعلى لبناء الأصول، بينما في مراحل النمو يُفترض أن تزيد حصة الإنفاق الخارجي لتحقيق نتائج فعلية.
ما العلاقة بين أهداف المشروع وتوزيع الميزانية؟
إذا كان الهدف تجربة قنوات أو تأسيس حضور، يمكن رفع نسبة الفريق. لكن لتحقيق مبيعات مباشرة، يُفضل أن تبقى النسبة تحت 35%.
كيف أعرف أن ميزانية الفريق أصبحت عبئًا؟
إذا كانت الرواتب تتفوق على الحملات لعدة أشهر، أو لا يوجد قياس واضح للعائد من الجهد البشري، فغالبًا هناك خلل في التوازن.