حين نتحدث عن التسويق الفعّال، فإن التوقيت ليس تفصيلًا، بل عنصر جوهري يغيّر النتائج. وهذا بالضبط ما تؤكده أحدث بيانات منصة Snapchat، والتي تكشف عن تحوّل المنصة إلى قناة بيع حقيقية لقطاع المطاعم والوجبات السريعة، لا مجرد مساحة ترفيهية.
جمهور يتفاعل.. ويشتري فعلًا
بحسب تقرير حديث نُشر على Social Media Today، فإن مستخدمي Snapchat في الولايات المتحدة أكثر ميلًا بـ2.5 مرة لإجراء عمليات شراء من مطاعم الوجبات السريعة عبر الروابط الإعلانية، مقارنة بغيرهم من مستخدمي المنصات الأخرى.
ما يلفت الانتباه هنا ليس فقط معدل التفاعل، بل الاستمرارية في السلوك. فهؤلاء المستخدمون يزورون مطاعم الوجبات السريعة مرتين أسبوعيًا على الأقل، ما يعكس نمطًا استهلاكيًا يمكن البناء عليه، لا مجرد استجابة عابرة لحملة تسويقية.
الإعلان لا يعمل وحده.. اللحظة تصنع الفارق
اللافت في تجربة Snapchat ليس حجم الجمهور، بل اللحظة التي يتلقى فيها المستخدم الإعلان. المنصة تعرف كيف تندمج بسلاسة في اليوم العادي للمستخدم — أثناء الانتظار، أو التنقّل، أو حتى في جلسة دردشة عن الطعام مع الأصدقاء — فتصل الرسالة الإعلانية في توقيتٍ يجعل احتمالية التحويل إلى عملية شراء أعلى بكثير.
وهنا تصبح القيمة الحقيقية ليست في “كم عدد من شاهدوا الإعلان؟”، بل: كم منهم كانوا مستعدّين لاتخاذ قرار في تلك اللحظة بالذات؟
مثال حيّ: كيف حققت Wendy’s أكثر من 50 مليون انطباع في يوم واحد؟
من الأمثلة اللافتة، ما حققته سلسلة Wendy’s حين أطلقت حملة إعلانية باستخدام ميزة Sponsored Snaps.
خلال 24 ساعة فقط، تمكّن الإعلان من تحقيق:
- أكثر من 52 مليون انطباع
- زيادة في الوعي بالعلامة بنسبة تجاوزت 17%
هذه النتائج لا تُفهم فقط بلغة الأرقام، بل بلغة التوقيت والتجربة. الإعلان لم يكن مجرد صورة عابرة، بل وُضع في لحظة استهلاكية قابلة للتحفيز.
بمعنى آخر: الإعلان لم يطلب من الجمهور أن يبحث عنه، بل وصل إليه حيث هو، وفي الوقت الذي يفكّر فيه فعليًا بالطلب.
ما الرسالة التي يمكن أن تلتقطها العلامات التجارية من هذه التجربة؟
إذا كنت تدير علامة تجارية في قطاع الأغذية — سواء مطعم أو سلسلة توصيل — فقد آن أوان إعادة النظر في طبيعة المنصات التي تعتمد عليها للترويج.
المنصات الاجتماعية لم تعد فقط وسيلة لبناء حضور أو رفع الوعي، بل أصبحت أدوات حقيقية للبيع المباشر وتحقيق نتائج تجارية ملموسة.
ولعل Snapchat يقدم نموذجًا واضحًا لذلك، بفضل أدواته الإعلانية المصمّمة للوصول في التوقيت المناسب، وبفضل جمهوره الذي لا يكتفي بالمشاهدة، بل يتفاعل ويتصرف.
من الإعلان إلى العادة
أحد أسرار قوة Snapchat في هذا السياق هو التكرار الطبيعي للاستخدام.
فحين يتفاعل المستخدم مع إعلان، ثم يعود للمنصة في اليوم التالي، ثم يتلقى عرضًا جديدًا، تبدأ العلاقة بينه وبين العلامة التجارية في التشكل ليس فقط كصفقة لمرة واحدة، بل كنمط استهلاكي متكرر.
وهذا هو ما تطمح إليه أغلب العلامات في قطاع الأغذية: أن تكون جزءًا من الروتين، لا مجرد خيار لحظي.
هل تنجح هذه المعادلة خارج السوق الأمريكي؟
رغم أن البيانات المذكورة تركز على الولايات المتحدة، فإن من المفيد الانتباه إلى أن الأنماط السلوكية التي ترصدها ليست أمريكية بالضرورة.
في أسواق أخرى — خصوصًا تلك التي يغلب عليها الطابع الشاب والنشط تقنيًا — فإن فرص تكرار هذا النجاح واردة جدًا، شريطة فهم الجمهور، واستثمار اللحظة، وتقديم الرسالة في السياق الصحيح.
خلاصة
تجربة Snapchat مع قطاع الوجبات السريعة توضح أن النجاح في الإعلانات الرقمية لم يعد محصورًا في الإبداع البصري أو الميزانية الكبيرة، بل بات مرهونًا بفهم سلوك الجمهور وتوقيته ومزاجه.
وحين تتقاطع الرسالة الإعلانية مع لحظة اتخاذ القرار، تتحول المنصة إلى قناة بيع حقيقية — وهذا تحديدًا ما تحتاج إليه العلامات التجارية اليوم.
المقال سـ & جـ
لماذا يُعد توقيت عرض الإعلان مهمًا في الحملات التسويقية؟
لأن فعالية الإعلان ترتبط بلحظة استقباله؛ فحين يصل الإعلان في وقت يكون فيه العميل مستعدًا نفسيًا أو سلوكيًا للشراء، تزداد فرص التحويل بشكل ملحوظ.
ما الذي يجعل Snapchat منصة فعّالة لتسويق الوجبات السريعة؟
لأن مستخدميه يتفاعلون بوتيرة عالية مع المحتوى، ويزورون مطاعم الوجبات السريعة بانتظام، مما يجعله بيئة مثالية لعرض العروض في التوقيت المناسب.
هل يمكن الاعتماد على Snapchat كقناة بيع فعلية؟
نعم، المنصة تجاوزت دورها الترفيهي، وأثبتت قدرتها على تحفيز عمليات الشراء المباشر بفضل أدوات الاستهداف الدقيقة وتكرار الاستخدام.
ما الذي يميز تجربة Wendy’s الإعلانية على Snapchat؟
نجحت في تحقيق أكثر من 52 مليون انطباع في يوم واحد وزيادة ملحوظة في الوعي، لأنها قدمت الإعلان في لحظة استهلاكية حقيقية، لا مجرد ظهور عشوائي.
هل يمكن تطبيق هذا النموذج الإعلاني في أسواق غير أمريكية؟
نعم، بشرط فهم السلوك المحلي للجمهور، وتكييف الرسائل الإعلانية مع السياق الثقافي والزمني للسوق المستهدف، خاصة في المجتمعات الشابة والنشطة رقميًا.