كثيرًا ما يقع مقدمو الخدمات التسويقية، بحسن نية، في فخ التعميم عند الحديث عن أهمية تخصصاتهم. فتجد كاتبًا يقول إن فشل صفحة منتج ما سببه “وصف المنتج”، دون أن يراعي أن المشكلة قد تكون أوسع من ذلك.

هذا التعميم قد يضلل العميل ويجعله يركز على جانب واحد فقط، متجاهلًا أسبابًا أخرى.

وقد يقول مصمم: “صفحتك لا تبيع لأن التصميم ضعيف”، وهذا تصريح قاطع يحصر المشكلة في التصميم فقط.

في الواقع، ربما يكون السبب في الاستهداف، السعر، أو حتى ثقة العميل في العلامة التجارية. لذا، من الخطأ حصر المشكلة في عامل واحد فقط.

أهمية النظرة الشاملة

في التسويق، لا يعتمد نجاح صفحة المنتج على النص فقط، بل يتطلب تضافرًا بين التصميم وسرعة الموقع وتجربة المستخدم واستهداف الجمهور المناسب.

هناك، على سبيل المثال، تقرير لـ Think with Google يوضح أن 53% من المستخدمين يغادرون الموقع إذا استغرق تحميل الصفحة أكثر من 3 ثوانٍ، بغض النظر عن جودة المحتوى. فهل يصح أن يقول كاتب المحتوى في هذه الحالة إن جودة النص ستقلب الموازين ويتجاهل سرعة الموقع؟

من الأمانة المهنية إذن أن نعرض تخصصنا بوضوح، ولكن دون المبالغة في تأثيره كعامل وحيد. فالنجاح هو نتيجة تعاون عدة تخصصات متكاملة، ويجب أن يعكس التواصل مع العميل ذلك بوضوح وشفافية.

كيف تُثبت قيمة تخصصك دون مبالغة أو تعميم؟

إذا كنت مصممًا، فمن الأفضل أن توضح أن التصميم واحد من أهم الأسباب التي تؤثر على أداء صفحة المنتج والمبيعات، لأن له دورًا مهمًا في تمييز هوية العلامة التجارية، وتعزيز الثقة فيها، وتوجيه الزائر للإجراء المطلوب. ومع ذلك، فهو ليس السبب الوحيد!

بهذه الطريقة، نُبرز تخصصنا دون إهمال العوامل الأخرى المؤثرة.

وبدلًا من المبالغة – بصفتك كاتب محتوى – في أهمية وصف المنتجات، أظهر قيمتك بدقة. اشرح كيف يسهم تخصصك في تحسين النتائج، مع دعم كلامك بأمثلة واقعية. مثلًا:

عندما حسّنا وصف المنتجات في متجر (س)، ارتفعت معدلات التحويل 15%، بعد تعاوننا مع فريق التصميم والاستهداف.”

خلاصة: الاحترافية في عرض التخصص تكمن في الاعتراف بالحدود

كن الخبير الذي يعي حدود تخصصه، ويقدمه كجزء من الحلول المتكاملة، لا الحل الوحيد. بهذا الأسلوب، تكسب ثقة العميل لأنك تقدم صورة صادقة وأمينة عن قدراتك وخبرتك.

اترك أول تعليق