حين تكتب استفسارًا في Google، قد تلاحظ ظهور إجابة مختصرة في أعلى النتائج. هذا ما يُعرف بـ AI Overview — ملخص مولّد بالذكاء الاصطناعي يحاول أن يختصر لك ما تبحث عنه. لكن، ما الذي يحدث عندما يبدأ هذا الملخص في اقتراح منتجات… أو الترويج لعروض؟ وهل يمكننا الوثوق بها كما نثق بالمحتوى التحريري أو الإعلاني الواضح؟
في هذا المقال، نناقش أثر دخول الذكاء الاصطناعي إلى مساحة الإعلانات في Google Search، والمخاطر التي بدأت تظهر مع هذا التحول.
ما الجديد؟ ولماذا يستحق الانتباه؟
Google بدأت في إدماج الذكاء الاصطناعي داخل نتائج البحث، ليس فقط لتقديم إجابات، بل أحيانًا لعرض روابط ومنتجات ضمن الملخص الذكي نفسه. بمعنى آخر:
الإجابة التي يراها المستخدم، قد تكون مزيجًا من المحتوى والمحتوى الإعلاني، دون فاصل واضح.
المشكلة؟ أن هذا الدمج لا يخلو من أخطاء. بعض العروض التي تظهر ضمن هذا السياق تكون:
- غير دقيقة
- تروّج لمنتجات مشكوك بها
- أو تَظهر وكأنها “توصية محايدة”، وهي في الأصل إعلان مدفوع
بحسب تقارير حديثة، بدأت تظهر أمثلة على استعراضات AI تقدم روابط مضللة أو معلومات خاطئة. وقد تم رصد عدد منها في مواقع تقنية موثوقة مثل Windows Central وPractical Ecommerce.
هل الخطأ من Google؟ أم من المعلنين؟
من المهم أن نفهم أن Google لديها بالفعل سياسات واضحة ضد الإعلانات المضللة أو غير الدقيقة. بل إن تقرير الشفافية لعام 2024 يُظهر أن الشركة حذفت أكثر من 9 مليارات إعلان خالف السياسات، كما ورد في lexology.com.
لكن الإعلانات داخل AI Overviews لا تزال منطقة رمادية. فليس من السهل التمييز بين ما هو محتوى عضوي، وما هو إعلان دُفع له المال.
تخيّل هذا السيناريو…
تبحث عن “أفضل جهاز لتنقية الهواء في غرفة النوم”. تظهر لك إجابة AI مكتوبة بلغة واثقة، وتوصي بجهاز معيّن، مع رابط مباشر. كل شيء يبدو طبيعيًا… لكن في الواقع، هذا المنتج قد لا يكون الأفضل، وربما لا يُباع بالسعر المذكور، أو أسوأ من ذلك: لا يعمل بكفاءة.
هل هو إعلان؟ هل هو خطأ في الخوارزمية؟ هل هو تحيّز؟
النتيجة واحدة: المستخدم وقع في فخّ ثقة لم تُبْنَ على معلومة دقيقة.
لماذا على أصحاب الأعمال الانتباه الآن؟
هنا مربط الفرس.
إذا كنت تدير حملة إعلانية، فغالبًا ما تعوّل على أدوات Google الذكية مثل Performance Max أو Demand Gen، والتي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في إدارة الميزانية، وصياغة الرسائل، وتحديد الجمهور المستهدف.
لكن، بحسب تحقيق نشره Digiday، هناك وكالات إعلانية بدأت تشتكي من ضغوط تُمارس على العملاء لاعتماد أدوات AI دون وجود رؤية استراتيجية، مما يؤدي لهدر الميزانيات وضعف الأداء.
كيف تدير مخاطرك؟
٤ خطوات لا غنى عنها لأي صاحب نشاط تجاري:
- راجع النسخ الإعلانية بنفسك
حتى لو اقترحها الذكاء الاصطناعي — لا تسلّم دون تدقيق. - تجنّب المصطلحات الفضفاضة
مثل “مدعوم بالذكاء الاصطناعي” أو “موصى به من الخبراء” ما لم يكن هناك دليل فعلي. فهذه من علامات ما يُعرف بـ “AI Washing”. - أبقِ يدك على البيانات
تابع أداء الحملات لحظة بلحظة. لا تفترض أن الأداة ستقوم بكل شيء بالنيابة عنك. - لا تبالغ في الاعتماد على Google وحدها
وزّع مخاطرك الإعلانية، واستثمر في قنوات تبني لك أصولًا حقيقية (مثل SEO، البريد الإلكتروني، المحتوى).
كلمة أخيرة
الذكاء الاصطناعي ليس العدو، لكنه أداة. وطالما أن استخدامه يتم بلا رقابة بشرية، فإن النتائج قد تكون رائعة… أو كارثية.
الإعلانات في Google Search، حين تُدار بعناية، قادرة على جلب عملاء بجاهزية شراء عالية. لكن حين تُدار تلقائيًا بالكامل، قد تضر بسمعة نشاطك التجاري من حيث لا تدري.
المقال سـ & جـ
هل يمكن الوثوق بنتائج Google المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟
ليس دائمًا. بعض استعراضات Google الذكية تخلط بين المحتوى والإعلانات، مما قد يؤدي إلى عرض روابط غير دقيقة أو توصيات مشكوك بها.
ما الفرق بين إعلان تقليدي وإعلان داخل AI Overview؟
الإعلانات التقليدية تكون واضحة ومُعلّمة، أما في AI Overview فقد تظهر التوصيات بشكل يبدو عضويًا رغم أنها مدفوعة، مما يصعّب على المستخدم تمييزها.
هل Google مسؤولة عن ظهور هذه العروض المضللة؟
Google تطبق سياسات صارمة وتحذف مليارات الإعلانات سنويًا، لكن الدمج بين الذكاء الاصطناعي والإعلانات خلق منطقة رمادية يصعب مراقبتها بدقة.
ما المخاطر التي قد يواجهها أصحاب الأنشطة التجارية؟
خطر تشويه سمعة العلامة إذا ظهرت عروض غير دقيقة باسمها، بالإضافة إلى احتمال هدر الميزانيات عند الاعتماد الكامل على أدوات ذكاء اصطناعي دون رقابة.
كيف يمكن لصاحب النشاط التجاري تقليل هذه المخاطر؟
بمراجعة النسخ الإعلانية يدويًا، وتجنّب المصطلحات المضللة، ومراقبة أداء الحملات باستمرار، وعدم الاعتماد الكلي على Google كقناة وحيدة.
هل استخدام أدوات Google AI مثل Performance Max خيار آمن؟
الأداة مفيدة عند استخدامها ضمن خطة واضحة، لكنها قد تؤدي لنتائج عشوائية إذا تُركت تدير الحملة دون إشراف بشري واستراتيجية موجهة.