جاءني عميل يطلب مني إدارة حملة إعلانية على جوجل. وبعد أن اطلعت على جهوده السابقة وحددت المطلوب بدقة، وجدت أن هناك أمرين تسببا لي في حرج كبير، وهما:

  • أن الغرض من الحملات ليس بيعياً.
  • أن العميل لن يطلق إلا حملة واحدة.

وهنا بدأت أسأل نفسي: كيف أسعّر هذه الخدمة؟

لو سعّرتها تسعيراً شهرياً كما أسعّر باقي خدماتي التي أتعاقد فيها مع عملائي، لشعرت بالذنب، خاصةً وأن متابعة حملة واحدة ليس بالأمر الجلل.

ولو قلت لنفسي: لنراعِ الرجل ونسعّر تسعيراً هيناً (“رخيصاً”) لا نُثقل عليه فيه، لظلمت بذلك نفسي وزملائي، فقد يتطور العمل وتزداد طلبات العميل، ومعها الوقت والجهد المبذول في هذا المشروع!

إذاً، ما الحل؟

جلست أمام حاسوبي، وكعادتي بدأت البحث عن نماذج التسعير المختلفة، والتي تمكنني من الحصول على حقي دون أن أظلم العميل، حتى وجدت نظام العمل بالساعات.

في نظام العمل بالساعات، أتلقى فقط مقابلاً للوقت الذي أبذله. فلو عملت على الحملات لساعة، فهي ساعة، ولو تطور المشروع، زاد الوقت وزاد الأجر.

ثم بحثت أكثر!

بدأت أبحث أكثر عن التقنيات التي تساعدني في ضبط هذا الأمر، وقد وجدت عدة خيارات، ولكن انتهى بي المطاف بتطبيق يسمى Toggl.

على الفور حمَّلت التطبيق، وبدأت في استكشافه، فوجدت أني أستطيع:

  • تنظيم عملي وتصنيفه وفق العملاء والمشاريع والمهام.
  • تتبع عدد الساعات التي أعملها على كل مهمة، ولكل عميل أو مشروع.
  • من خلال إحصائياته حساب الوقت الذي صرفته لكل عميل ولكل مشروع.
  • إصدار فاتورة بعدد الساعات لكل عميل.

بصراحة، أعجبني الأمر للغاية، وليست فكرة التطبيق وحدها التي أعجبتني، بل شيء آخر لم أكن أشعر به من قبل…

الرضا والبركة

في السابق، وبنظام التعاقد الشهري بمبلغ ثابت، كنت عندما يتأخر العميل في توفير متطلبات العمل، أشعر بالحرج الشديد، لأني أتقاضى مقابلاً لما لا أبذله. وكثير من المشاريع اعتذرت عنها لهذا السبب، إلى أن ينظم أصحاب الأعمال أنفسهم، ثم لنعاود العمل (وهو ما لم يحصل ولو لمرة واحدة).

أما بنظام الساعات، فلا حرج. نظم نفسك وجهز ما يحتاجه العمل بوتيرتك الخاصة، ووقتما تصبح كل الموارد متاحة، فأنا موجود وتعاقدنا قائم، ووفقاً لعدد الساعات أحسب عليك أجرتي.

هناك أمر آخر لاحظته في نفسي وأنا أعمل بنظام الساعات، وهو أني صرت قليل التشتت وعالي الانضباط. والسبب في ذلك هو أن عداد الوقت أمامي يخاطبني بصوت واحد مع ضميري، والخوف من الله قبلهما، قائلين: هذا الوقت ستحاسب عليه العميل، فلو لم يكن بحقه، فقد أخذت منه ما ليس لك بحق. فلا تصرف كل دقيقة فيه إلا لمصلحة العميل، وإلا أوقف العداد فوراً وعد وقتما صرت جاهزاً للعمل!

ولهذا صرت أستشعر البركة في كل مبلغ أتقاضاه، لأني ببساطة… أخذته بحق!