في أثناء لقائي مع إدارة إحدى الجهات التي أضطلع داخلها بدوري في التسويق، فاجأني أحدهم بأن طلب مني أن أعدَّ قالبًا يحتوي على المعلومات الأساسية للحملات الإعلانية قبل إطلاقها.
ليست الغرابة في الطلب، بل في السبب الذي من أجله طلب مني أن أعد هذا القالب…
كانت لدى الإدارة بعض التساؤلات حول:
- لماذا نستهدف هذا الجمهور وليس سواه؟
- ما السبب في ضعف أداء بعض الحملات، وأحيانا بعض الأوقات في السنة؟
- لماذا نتخذ بعض القرارات المتعلقة بالميزانية وتشغيل أو إيقاف بعض الحملات؟
هذه بعض الأسئلة التي طُرحت صراحة، وأنا على يقين أن من خلف هذه الأسئلة عشرات غيرها مشوبة بعدم الثقة والتشكيك في العمل، حتى ولو كانت النتائج إجمالا جيدة!
لماذا لا يمتلك العمل مثل هذا القالب من الأساس؟
لا أعلم، فلست مسؤولًا عن الحملات الإعلانية، ولست منخرطًا في العمل بصورة كبيرة حتى أصدر أحكامي، ولكن الشيء الأكيد هو إما عدم التفرغ لذلك، أو عدم الاقتناع به!
فمع تسارع عجلة العمل، وزيادة الأعباء، والرضا بالنتائج السطحية، يقل الحماس، ونفقد الدافع الذي يلزمنا بمزيد من الوقت والجهد لإنشاء وملء ومتابعة مثل هذه القوالب!
وهنا بالتحديد يكمن الفخ!
بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى إهمال توثيق العمل، فإن الدنيا لا تبقى على حال، وكما يُقال: دوام الحال من المحال.
واليوم، حتى ولو كانت النتائج جيدة، فغدًا ستتأثر حتمًا، وحينها ستبدأ العقول والألسنة بطرح الأسئلة حول الأسباب وراء النتائج وتأثرها! ثم فجأة تنجرف سفينة العمل كله في دوامة التشكيك!
كيف نُعالج هذه المشكلة؟
معالجة هذه المشكلة تبدأ من عدم الاغترار بالنتائج، والإيمان بأن التقلبات آتية لا محالة، وأن الاستعداد لهذه التقلبات من الحكمة فضلاً عن كونها من أساسيات العمل الاحترافي والمؤسسي.
وأنَّك إذا لم يكن لديك تبريرٌ منطقي وحقيقي وقتما تدور الدائرة، فأنت بذلك مُقصر حتى ولو لم تكن أنت السبب في تأثر النتائج، وذلك ﻷنك أهملت واحدة من أساسيات العمل، وهي التوثيق للجهود التسويقية.
في النهاية…
أدعوك وأنا مخلص لك في دعوتي تلك، أن تشرع فورًا في توثيق وكتابة كل جهد تبذله، وألا تألو في ذلك جهدًا، سواء كان ذلك:
- كتابة الخطط التسويقية والإعلانية
- إعداد أطر العمل والالتزام بها
- كتابة التقارير الدورية عن نتائج العمل المصحوبة بتوصيات التحسين
شيء أخير…
لو أردت أن تحصل على استشارة مجانية بهذا الشأن، فمرحبًا بك، يمكنك أن تحجز استشارتك من صفحة الاستشارات المجانية.