النوافذ المنبثقة هي إحدى أدوات التسويق، عامةً، والمحتوى خاصةً، والتي كثيرًا ما يُساء استخدامها، وقد تُهمل بالكلية!
ولا ريب أن تركها وإهمالها يعود إلى التصورات غير الإيجابية عن فاعليتها وتقبل الجمهور لها. ومع ذلك، لا تزال النوافذ المنبثقة إحدى أدوات التسويق الفعالة، بشرط أن تُستخدم بشكل صحيح.
وفي هذا المقال، سأضع بين يديك دليلًا سريعًا لها، موضحًا فيه أنواعها وأهميتها، بالإضافة إلى أفضل الممارسات التي تجعل من هذه النوافذ فرصةً كبيرة لتحسين المبيعات في متجرك.
ما الذي تحتاجه لإنشاء نافذة منبثقة؟
في البداية، دعني أُبيّن لك أهم ما تحتاجه لإنشاء وتفعيل النوافذ المنبثقة بشكل صحيح. وأرجو ألا تستهِن بهذه الموارد، فكثير من التكتيكات التسويقية تفشل بسبب عدم تلبية أبسط متطلبات البدء!
والآن، إليك أهمها:
- وجود مطوّر ويب متخصص: لا تحاول إنشاء النوافذ بنفسك، حتى لو بدا الأمر سهلًا، لأن خطأ بسيطًا في التطبيق قد يؤدي إلى تجربة مستخدم سيئة.
- أداة متخصصة: لا تعتمد على البرمجة الحرة بالكامل، حتى تضمن إمكانية التخصيص مستقبلًا بسهولة، حتى في غياب المطوّر. بالإضافة إلى ذلك، توفر بعض الأدوات ميزات تفاعلية مفيدة.
- تحديد الهدف منها: هل ترغب في زيادة الاشتراكات في القائمة البريدية، أو تحسين معدل التحويل، أو تقليل معدل السلة المتروكة؟ حدد الهدف بوضوح لضمان فعالية النافذة المنبثقة.
- تحديد نوع النافذة وفقًا لهدفك: هناك أربعة أنواع رئيسية من النوافذ المنبثقة، وسنناقشها لاحقًا في هذا المقال.
ما هي أنواع النوافذ المنبثقة؟
هناك أربعة أنواع رئيسية من النوافذ المنبثقة يكثُر استخدامها، خاصة في المتاجر الإلكترونية. ومع ذلك، هناك العديد من الأنواع الأخرى التي يمكن مناقشتها في مقال لاحق بإذن الله.
نافذة السلة المتروكة
تظهر هذه النافذة قُبيل مُغادرة العميل للمتجر، وقد أضاف بعض المنتجات إلى السلة.
في هذه الحالة، يمكنك تذكيره بالقيمة أو العرض الذي يوشك أن يحصل عليه، أو تقديم خصم أو حافز إضافي مثل التوصيل المجاني أو كود خصم لاستخدامه لاحقًا، مما يشجعه على العودة وإتمام الشراء.

نافذة العروض والخصومات
تلعب هذه النافذة دورًا مهمًا في تحفيز العميل على الشراء، بشرط استخدامها بشكل صحيح. كما تظهر للعميل بعد فترة قصيرة من دخوله إلى المتجر أو بعد تصفحه بعض الصفحات، حيث تقدم له خصمًا، عرضًا خاصًا، أو قسيمة شراء.
أما عن أفضل الممارسات لاستخدامها بفعالية، فسنتناولها بالتفصيل لاحقًا في هذا المقال.

نافذة البرهان الاجتماعي
تعرض هذه النافذة أدلة وإثباتات على الجودة، مما يحفز العميل على الشراء ويبدد أي مخاوف لديه.
ويمكن أن تتضمن شهادات من عملاء سابقين، أو شهادات اعتماد وجودة، أو حتى دعوة لزيارة صفحة تحتوي على أدلة اجتماعية مُفصلة.
ومع ذلك، يُفضَّل تجنب توجيه العميل إلى صفحة خارجية حتى لا يتشتت أو يفقد اهتمامه بالشراء.

نافذة تسجيل البيانات
تُستخدم هذه النافذة لجمع بيانات العميل، والتي غالبًا ما تشمل رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني بالإضافة إلى الاسم.
وهذا التبادل عادةً ما يكون في مقابل منفعة يحصل عليها العميل، مثل:
- تحميل كُتيب أو دليل
- التسجيل في نشرة بريدية
- حضور محاضرة رقمية.
وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
جدير بالذكر أن هذا النوع من النوافذ المنبثقة يُعد الأكثر أهمية في قطاع الأعمال بين الشركات (B2B)، أو في القطاعات التي تعتمد مبيعاتها على فرق المبيعات وخدمة العملاء أكثر من اعتمادها على الشراء المباشر.

ما هي أهمية النوافذ المنبثقة؟
تمتلك النوافذ المنبثقة العديد من الفوائد، لكنني شخصيًا أؤمن بأهمية ست منها فقط، وهي كالتالي:
- زيادة المبيعات: من خلال النوافذ التي تعرض الخصومات والعروض الخاصة. ووفقًا لدراسة أجرتها Wisepops، قد تتجاوز الزيادة في المبيعات 17% شهريًا.
- زيادة متوسط قيمة السلة: عبر استراتيجيات مثل البيع الإضافي والبيع المتبادل، بالإضافة إلى تقديم حزم مخصصة بناءً على سلوك العميل في المتجر. ووفقًا لـ Optimonk، يمكن أن تؤدي هذه الاستراتيجيات إلى زيادة متوسط قيمة السلة بنسبة 10-30%.
- خفض معدل السلة المتروكة: من خلال تذكير العميل بالقيمة التي سيحصل عليها أو تقديم عرض إضافي يشجعه على إتمام الشراء. يمكن أن يسهم ذلك في تقليل معدل السلة المتروكة بنسبة 17% على الأقل.
- توليد العملاء المحتملين: عبر تحفيز الزوار على ترك بيانات الاتصال بهم، سواء للتسجيل في القوائم البريدية، استقبال العروض المستقبلية، أو تسهيل معاودة التواصل معهم.
- بناء الثقة: هناك نوع من النوافذ المنبثقة يُعرف باسم “Real-time Popup”، وهي النوافذ التي تعرض في الوقت الفعلي المنتجات التي تم شراؤها، تقييمات العملاء، وما تبقى من المخزون، وغيرها من المعلومات. هذه النوافذ تعزز الثقة لدى العميل، بل وقد تخلق لديه إحساسًا بالإلحاح لإتمام الشراء.
ما هي الممارسات الصحيحة لإنشاء النوافذ المنبثقة؟
والآن، لنتناول أفضل الممارسات لإنشاء النوافذ المنبثقة، والتي يمكن أن تعزز مبيعاتك وتمنحك فرصة رائعة لتحسين معدلات التحويل في متجرك. ومن أبرزها:
لا تتعجل في إظهار النافذة المنبثقة
لسبب ما لا أفهمه، تُظهر بعض المتاجر النافذة المنبثقة فور دخول العميل إلى المتجر! هل تعلم أن هذه الطريقة قد تتسبب في نفور العميل بسرعة؟ فلا أحد يحب أن تعترض طريقه، خاصة إذا كان في عجلة من أمره.
لذا، من الأفضل تأخير ظهور النافذة المنبثقة وفقًا لأحد الخيارات التالية:
- لبضع ثوانٍ (15-30 ثانية) بعد دخول العميل.
- حتى وصول العميل إلى 30-50% من عمق الصفحة.
- عندما يكون العميل على وشك مغادرة الصفحة.
بهذه الطريقة، تضمن ألا تزعج العميل.
ولكن، يجب أن تعلم أن اختيار التكتيك المناسب يعتمد على عدة عوامل منها طول المُحتوى وهدفك من النافذة المنبثقة.
على سبيل المثال، النافذة التي تظهر قبل مغادرة العميل قد تساعد في تقليل معدل السلة المتروكة. بينما تأخير ظهور النافذة حتى بلوغ عمق معين من الصفحة قد يكون مفيدًا في حالة المحتوى القصير، وهكذا…
قدّم حافزًا لاستجابة العميل
هذه هي طبيعة البشر، لا يُعطون إلا بمقابل. لذا، احرص دائمًا على تحفيز استجابة العميل للنافذة المنبثقة، مع تخصيص هذا الحافز قدر الإمكان!
فمثلا، إذا كانت هذه هي الزيارة الأولى للعميل أو تكررت دون أن يشتري، قدّم له عرضًا أو خصمًا. وإذا تكررت زيارة العميل بعد الشراء، اعرض عليه برنامج الولاء أو الإحالة، أو منتجًا إضافيًا بناءً على ما اشتراه سابقًا مع عرض مغري. وأخيرًا، إذا ترك العميل السلة، لماذا لا تعرض عليه توصيلًا مجانيًا؟
اجعله يوافق على القيمة أولًا
بعض النوافذ المنبثقة تحصل على استجابة العميل في خطوتين، وليس خطوة واحدة.
في الخطوة الأولى، تسأل العميل سؤالًا لا يمكن أن تكون إجابته إلا “نعم”، ثم في الخطوة الثانية تطلب منه المقابل لتلك “النعم” التي أعطاها.
ودعني أضرب لك مثالًا:
اسأل العميل أولًا:
“يوم التأسيس قرب، وعروضنا فيه كبيره ورهيبه، فهل تبي نخبرك بيها فور ما نعلن عنها؟“
هنا، اطلب من العميل أن يجيب بـ “نعم” أو “لا”. إذا أجاب بـ “نعم”، اطلب منه إدخال رقم الواتساب. بهذه الطريقة، يزداد عزمه واهتمامه، وهي أفضل بكثير من أن تقول له:
“في يوم التأسيس هيكون فيه خصومات رهيبه، سجل رقمك ولا تفوتك العروض أول ما نعلن عنها!”
الاستجابة في الحالة الأولى أفضل بكثير من الاستجابة في الثانية!
كُن واضحًا ومباشرًا وبسيطًا
لو أنَّك اطلعت على مصادر أخرى، ستجد أن الحديث عن هذه الممارسة يأتي عادة في سياق الإبداع وكتابة دعوة عمل مثيرة ومحفزة. ولكني على عكس ذلك، أرى أن الأمر لا يحتاج إلى إبداع بقدر ما يحتاج إلى وضوح واختصار!
تذكر أنك قد اعترضت طريق العميل وتطلب منه أن يستجيب لإجراء معين. العميل هنا يبحث عن 1000 “لا” ليغلق النافذة متجاهلًا إياك، لذا لا تعطه فرصة لرفضك. اختصر ما تريده قدر الإمكان وكن واضحًا. لا تتوقع منه أن يكون ودودًا ويبقى ليقرأ ما كتبته أو يستمتع بجمال عباراتك.
خصص العرض والرسالة في النافذة المنبثقة
استنادًا إلى:
- سلوك العميل في متجرك
- الصفحات التي زارها
- المنتجات التي تفاعل معها
قدّم له عرضك وخصمك المخصص.
فإذا كان متجرك متخصصًا في بيع الملابس، ولاحظت أن عميلًا قد زار قسم الملابس الرجالي وأضاف تيشيرت خروج إلى سلة المشتريات، وهو الآن يبحث عن بنطال خروج، فلا معنى أن تعرض عليه خصمًا على قسم الأطفال! بل من الأفضل أن تعرض عليه حزمة من بنطلونات الخروج مع الأحذية، بذلك تحفزه وتشجعه وتقدم له الرسالة المناسبة.
لا تجمع إلا ما تحتاج من المعلومات
بدافع الحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات، يقع البعض في خطأ شائع قد يؤدي إلى فشل التكتيك بالكامل، وهو طلب الكثير من المعلومات أو بيانات غير ضرورية!
إذا كان الهدف من النافذة هو الاشتراك في القائمة البريدية، فأنت لا تحتاج سوى البريد الإلكتروني والاسم. وإذا كان العميل سيسجل لتلقي العروض المستقبلية عبر واتساب، فلا داعي لطلب بريده الإلكتروني!
الطلب غير المبرر للمعلومات قد يثير ريبة العميل، ويدفعه إلى التراجع عن الاستجابة للنافذة المنبثقة. لذا، اجعل الأمر بسيطًا واطلب فقط ما هو ضروري.
اختبر أكثر من نموذج (A/B Testing)
لا تفترض أن نموذجًا واحدًا هو الأفضل، مهما بذلت من جهد واهتمام في إعداده. فقد يكون لمتغير بسيط مثل لون الخط أو خلفية زر دعوة العمل تأثير كبير على استجابة العميل للنافذة المنبثقة.
لذا، من الأفضل اختبار أكثر من نسخة، ومراقبة أداء كل واحدة، ثم اختيار النموذج الأكثر فاعلية بناءً على النتائج.
خاتمة
آمل أنني قد قدَّمت لك نظرة شاملة ودقيقة عن النوافذ المنبثقة، وأهميتها، وأفضل الممارسات لإنشائها.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير لنتحدث عنه، فهناك نوع كامل من التسويق يُعرف بـ تسويق النوافذ المنبثقة، والذي يعتمد على تكتيكات متقدمة تستخدم النوافذ المنبثقة لتعزيز المبيعات.
لكن المجال لا يتسع لذكرها جميعًا في هذا المقال، وإن كنت أنوي بإذن الله الكتابة عنها مستقبلاً.
وإلى ذلك الحين، هل تبحث عن مدير محتوى يساعدك في بناء استراتيجية فعالة للتسويق بالمحتوى؟ أو حتى لديك حملة تسويقية ترغب في إطلاقها وإدارتها؟
لمَ لا تتواصل معي لنناقش كيف يمكننا التعاون معًا؟
اطلع أيضًا على:
- إنشاء صفحة من نحن: دليل بالمكونات وأفضل المُمارسات [+ قالب مجاني]
- الوعود بزيادة المبيعات، هل هي حقيقة أم وهم؟
- كيف زادت بليندتيك مبيعاتها 700%عن طريق التسويق بالمحتوى فقط؟
- كيف تدمج مصفوفة اتخاذ القرار في استراتيجية المحتوى، وتعزز بها المبيعات؟
- ضعف معدل تحويل صفحة المنتجات: الأسباب المُحتملة والحلول المُقترحة