لو أنَّك متخصص مثلي في المحتوى وصناعته والتسويق به، أو بدأت حديثًا الاهتمام به للتسويق لشركتك على منصات التواصل عمومًا وتويتر (X حاليًا) خصوصًا، فمن المؤكد أنك لاحظت ضعفًا كبيرًا في الوصول والتفاعل من قبل العملاء مع ما تنشره! حتى مع التغريدات التي بذلت فيها الكثير من الجهد والمال لإنشائها!

ولكن، تُرى ما السبب؟

للإجابة على هذا السؤال، أجريت بحثًا خلصت منه بعبارة واحدة، وهي الأساس في تحديد انتشارك وفرص ظهورك على تويتر. هذه العبارة هي:

ترتيبك في تويترأو ما يُسمى بـ Twitter ranking.

وفي هذا المقال، سأتناول العوامل التي تؤثر في ترتيبك على تويتر، مع بعض النصائح العملية التي تساعدك على تحسينه، فتابع معي…

لماذا يجب أن تهتم بترتيب حسابك على تويتر؟

الإجابة المختصرة لهذا السؤال هي:لتحسين العائد من جهودك التسويقية على المنصة!

فأنت لا تنشر على تويتر وأنت مغرم بها، بل تنشر إما:

  • لرفع الوعي بك والوصول إلى عملائك.
  • أو لجلب العملاء المحتملين.
  • أو لبناء روابط إيجابية معهم.

وتستثمر في سبيل ذلك الوقت والجهد والمال، بالإضافة إلى الصداع الناجم عن إدارة فريق المحتوى.

وهذه الأهداف الثلاثة لن تتحقق إلا إذا دعمت المنصة منشوراتك، ورشحتها لشريحة أكبر من الجمهور، وهو الأمر الذي يتوقف على ترتيبك في تويتر.

وبناءً على هذا الترتيب، ترشحك خوارزميتها، أو تدفن حسابك في مقبرة الحسابات!

كيف تقيس وتتبع ترتيب حسابك على تويتر؟

مع الأسف، لم أعثر على أداة مجانية تفعل ذلك، وحتى الأدوات المدفوعة مثل RankRanger من SimilarWeb تعتمد على تحليل المتابعين أكثر من تحليل الحساب.

ومع ذلك، حتى لو لم تستطع قياس ترتيبك مباشرةً في تويتر، لا يزال بإمكانك رؤية أثره في معدلات التفاعل ونمو الحساب والوصول إلى حساباتك.

ما هي العوامل التي تؤثر على ترتيب حسابك في تويتر؟

بعد البحث الذي أجريته، لاحظت وجود فئتين من العوامل التي تؤثر على ترتيب حسابك في تويتر، وهما:

  • عوامل متعلقة بالحساب نفسه.
  • عوامل متعلقة بمحتوى التغريدات والمنشورات.

وسأتناول عوامل الفئتين بإذن الله تناولًا مختصرًا غير مخلٍّ…

العوامل المتعلقة بالحساب نفسه

هذه الفئة من العوامل تتعلق بنشاط الحساب وعمره وموثوقيته وتهيئته، وهي كالتالي:

1. مصداقية الحساب

أو ما يُسمى بـ Account Credibility، وهي مقدار الثقة التي تمنحها خوارزميات تويتر لحسابك. وتلك الثقة الممنوحة تتوقف على عدة عوامل، لعل من أهمها:

  • تهيئة الحساب بالكامل: مثل الصورة، والنبذة التعريفية (البيو)، ورقم الهاتف، والبريد الإلكتروني، وتاريخ الميلاد، والموقع… إلخ.
  • استمرارية النشر: والاستمرارية لا تعني الكثافة، بل أن يظل حسابك نشطًا ولو بمعدلات بسيطة.
  • النشاط والتفاعل: وليس فقط النشر، بل يجب أن تنشط في الرد على التعليقات، والتعليق على منشورات المؤثرين والعملاء وكل ذي صلة بنشاطك.
  • الالتزام بسياسات النشر: وذلك بعدم نشر أو مشاركة أي محتوى تعتبره المنصة محظورًا أو مخالفًا للمعايير المقبولة.
  • توثيق الحساب: وهو أمر مؤسف، ولكنها الحقيقة! توثيق الحساب يعزز مصداقيته، وبالتالي ترتيبه!
  • عمر الحساب: فكلما زاد عمر حسابك على تويتر، وهو ملتزم بالأمور السابقة، زاد ترتيبه. بمعنى أن الحسابات الجديدة، حتى مع الالتزام بهذه الضوابط، ستعاني في البداية.

2- الاتساق في النشر والتواجد والموضوعات

لا يهم كم منشور ستنشر يوميًا أو أسبوعيًا بقدر ما يهم أن تنشر نشرًا منتظمًا. فلو أن إمكاناتك تتيح نشر 3 منشورات أسبوعيًا، فلا بأس، ما دمت ستستمر على ذلك.

كذلك تواجدك، فلا تنشر وتختفي، فمنصات التواصل ليست منصات إذاعية تبث فيها المحتوى وتذهب، بل هي منصات تفاعلية تحب التواجد والتفاعل.

وأخيرًا، حافظ على السمة العامة لحسابك. فلو أن حسابك على تويتر حساب رياضي، فاحرص على أن يتسم ما تنشره بهذه السمة، وابتعد عن التحولات المفاجئة في سمة المحتوى، فهذا التحول سيضر بوصول حسابك وترشيحاته.

3- التنوع المنضبط

وهذا ليس تناقضًا في كلامي، ولكن تأمل معي…

ما من مستخدم لمنصات التواصل إلا وله اهتمامات متعددة، والمنصات نفسها صُممت خوارزمياتها على أن تنوع في ترشيحاتها حتى لا تفقد مستخدميها.

لذا، لو أن هناك تنوعًا بسيطًا فيما تنشره، سيحفز ذلك الخوارزميات على ترشيحك ضمن المنشورات المتنوعة للمستخدمين.

والجمع بين هذا العامل والعامل السابق، يكون بالحفاظ على سمة الحساب، ولكن مع تنوع بسيط قدره 10-20% من المنشورات كحد أقصى.

4- الاستفادة من الاتجاه الرائج،

أو ما نسميه عادةً “الترندات”. ولكن بشرطين (من وجهة نظري):

  • أن يكون الاتجاه الرائج شرعيًا وأخلاقيًا وقانونيًا.
  • أن تحافظ على سمة حسابك في هذه المشاركة.

هذه المشاركة ستساعد على زيادة التفاعل مع حسابك وتغريداتك، وهو ما يعني ترشيحًا أقوى من قبل الخوارزميات.

العوامل المتعلقة بمحتوى التغريدات والمنشورات.

وهنا نشير إلى ما قد صدّعنا به رؤوسكم كصناع محتوى عن جودة المحتوى والتغريدة وكونها جذابة وتفاعلية… إلخ، وهي كالتالي:

1- حداثة المنشور أو التغريدة

التغريدات الحديثة تحل محل التغريدات القديمة على حائط الجدول الزمني (Timeline)، وهذا أمر بديهي!

إلا في حالة واحدة، وهي أن تحصل التغريدة على تفاعل جيد في بداية نشرها، وهو ما يؤكد على أهمية موعد النشر. في هذه الحالة، قد يطول عمر التغريدة ليصل إلى يومين في أكثر الآراء تفاؤلًا!

2- التوافق مع اهتمامات العميل

لكل عميل تاريخ من التفاعل على المنصة، يحلل تويتر هذا التاريخ، ويحدد اهتمامات المستخدم، وبناءً على هذه الاهتمامات، يرشح له التغريدات والمنشورات.

فعندما تنشر عن موضوعات الجمال مثلًا، سيرشح تويتر هذه التغريدة للفئة المهتمة بها فقط، وتقل فرصة ظهورها لغير المهتمين!

وهذا إن كان يؤكد على شيء، فهو يؤكد على ضرورة الحفاظ على سمة الحساب، حتى تضمن ظهورك للمهتمين بموضوع خدماتك ومنتجاتك دون أن تشتت الخوارزميات، فتشتت منشوراتك ويقل التفاعل والوصول.

3- استخدام الهاشتاجات:

إضافة الهاشتاجات لها ميزات لا يمكن إنكارها، حتى مع انتشار الأصوات التي تقول بأن إسهامها في الوصول صار ضعيفًا. ومن هذه الميزات:

  • تمييز العلامة التجارية: عن طريق الهاشتاجات المميزة لكل علامة.
  • المشاركة الاجتماعية: عن طريق مشاركة العملاء والمهتمين بهاشتاج معين والتفاعل معهم.
  • الوصول إلى فئات محددة: وجود المنشور أو التغريدة تحت هاشتاج محدد يضمن وصول التغريدة إلى جماهير محددة، وهي ميزة لا تحصل عليها عادةً إلا بالحملات المدفوعة.

ومع ذلك، يجب التحذير من أمرين:

  • الإسراف في استخدامها.
  • استخدام هاشتاجات عشوائية ليست ذات صلة بموضوع حساباتك.

في هذه الحالة، أؤكد لك أن المنصة ستعاقبك وتكتم تغريداتك!

4- استخدام الكلمات المفتاحية

وذلك ليس في التغريدات وحدها، بل في اسم الحساب والنبذة التعريفية (البيو) أيضًا.

سيعزز ذلك من فرصة ظهورك في محرك البحث، وذلك لأن جوجل وغيرها من محركات البحث تؤرشف الحسابات والمنشورات.

كذلك سيعزز من ظهورك في البحث على المنصة، سواءً تحت علامة تبويب الأشخاص (People) أو النتائج الأعلى (Top).

ملحوظة: استخدام الكلمات المفتاحية يضمن ظهورك في نتائج البحث، وليس الهاشتاجات.

5- استخدام الوسائط المتعددة:

أعلنت تويتر نفسها أن استخدام الفيديوهات في التغريدات يزيد من فرص التفاعل 10 مرات!

وإذا كان هذا ما تفعله الفيديوهات، فلا ريب في أن الصور ستفعل الشيء نفسه. فالألوان والعناصر البصرية الجذابة لها تأثير كبير في تحسين التفاعل.

6- استخدام النصوص البديلة

أو ما يُسمى بـ Alt text، وذلك لأن الخوارزميات، سواءً لمحرك البحث أو منصات التواصل، لا تقرأ الصور ببساطة، وليس هناك سوى النصوص التي تساعدها على التعرف على موضوع ومحتوى التصاميم!

تعامل أيضًا مع هذه النصوص كما تتعامل مع التغريدة نفسها، من ضرورة احتوائها على الكلمات المفتاحية والتزامها بالسمة العامة ونحو ذلك.

7- الاستخدام الحذر للروابط الخارجية

لا تفضل تويتر الروابط الخارجية، وتعتبرها سلوكًا مزعجًا يُهاجم صاحبه ويُكتم تغريداته، إلا في حالة واحدة…

أن يكون حسابك نشطًا، والنشر عليه منتظمًا، ومعدلات التفاعل فيه جيدة!

في هذه الحالة فقط، يمكنك نشر روابط من صفحات موقعك أو صفحات أخرى، ولكن مع الحفاظ على الحذر والانضباط.

الخلاصة والتوصيات:

والآن، دعنا ننظم كل ما أشرنا إليه من عوامل ووضحناه في جدول مُضاف إليه التوصيات العملية لتعزيز ترتيبك على تويتر، وتحسين الوصول ومعدلات التفاعل.

العامل المؤثر التوصيات العملية
مصداقية الحساب
  • استكمال بيانات الحساب بدقة
  • الحفاظ على استمرارية النشر
  • التفاعل مع المتابعين
  • الالتزام بسياسات النشر
  • توثيق الحساب (إن أمكن)
الاتساق
  • النشر بانتظام
  • التفاعل المستمر
  • الحفاظ على السمة العامة للحساب
التنوع المنضبط
  • تنويع المنشورات بشكل بسيط مع الحفاظ على السمة العامة
الاستفادة من الاتجاه الرائج
  • المشاركة في الاتجاهات الرائجة المناسبة
محتوى التغريدات
  • الاهتمام بجودة المحتوى
  • النشر في الأوقات المناسبة
  • موافقة المحتوى لاهتمامات الجمهور
  • استخدام الهاشتاجات الفعالة
  • استخدام الكلمات المفتاحية
  • استخدام الوسائط المتعددة
  • استخدام النصوص البديلة للصور
  • استخدام الروابط الخارجية بحذر

الخاتمة:

والآن، دعنا نؤكد على شيء مهم، الاهتمام بترتيب تويتر وتعزيزه له دور كبير وفعال في انتشارك على المنصة، ولكنه ليس كل شيء. فلا تزال الاستراتيجيات الأخرى مثل الترويج المدفوع والشراكات مع المؤثرين وسفراء العلامة ذات ضرورة كبيرة.

كذلك الاهتمام بتقنيات الكتابة وجودة التصاميم وغيرها من مؤشرات ومعايير المحتوى الجيد.

والأمور هذه كلها لا يضبطها إلا استراتيجية محتوى شاملة وعملية ومتزنة، وكذلك مدير محتوى أو مدير لمنصات التواصل محترف يشرف على تنفيذها.

لذا أدعوك للتعرف أكثر على خدماتي، لعلنا نجد فرصة للتعاون الفعال بيننا… بالتوفيق.