لا شك أنّ الفيديو أصبح واحدًا من أقوى أدوات التسويق الرقمي في الوقت الراهن، بل يكاد يتصدّر قائمة المحتوى الأكثر تأثيرًا في سلوك المستهلك.

ومع ذلك، ظلّت تحليلات الفيديو ضمن إعلانات Google لفترة طويلة نقطة ضعف واضحة، حيث افتقرت المنصة إلى أدوات مرئية وسهلة الفهم تمكّن المسوّق من تتبُّع الأداء بشكل تفصيلي.

لكن هذا الأمر تغيّر أخيرًا في نهاية يونيو 2025، حين بدأت جوجل في طرح ميزة جديدة طال انتظارها: تحليلات الفيديو المدمجة داخل Google Ads.

ما الجديد؟ وكيف يعمل؟

المُعلنون استيقظوا مؤخرًا ليجدوا تبويبًا جديدًا باسم “Videos” قد أُضيف إلى قسم “الأصول – Assets” داخل Google Ads. هذا التبويب الجديد يجمع جميع الفيديوهات الإعلانية في مكان واحد، سواء أكانت جزءًا من حملة Performance Max، أو Demand Gen، أو حتى حملات الفيديو التقليدية مثل In-Stream وYouTube Shorts، بل وحتى الفيديوهات المدمجة داخل حملات الشبكة الإعلانية (GDN).

لكن الأهم من مجرد التجميع، هو طريقة التحليل الجديدة التي باتت متاحة. فبدلاً من الاكتفاء بعدد المشاهدات ومعدل النقر، أصبح بإمكانك الآن:

  • تصفية البيانات حسب نوع الفيديو (مثلاً Shorts مقابل In-Stream).
  • تحليل الأداء حسب الفئات الديموغرافية مثل العمر والجنس.
  • معرفة نوع الجهاز الذي يستخدمه المشاهدون (هاتف، كمبيوتر، جهاز لوحي).
  • تتبُّع معدلات الاحتفاظ بالمشاهدين لحظة بلحظة.
  • التعرف على نقاط الانسحاب أو التوقف الشائعة أثناء مشاهدة الفيديو.

لماذا نعتبرها نقلة نوعية؟

لنتخيّل أنك تدير حملة فيديو لعلامة تجارية لمنتجات التجميل. قبل هذا التحديث، كان من الصعب تحديد اللحظة التي يبدأ فيها المشاهدون بالانسحاب من الإعلان، أو معرفة إن كان فيديو الـ15 ثانية يؤدي أفضل من فيديو الـ6 ثوانٍ. أما الآن، فأصبح بإمكانك ببساطة أن تفتح تبويب “Videos”، وتجد كل هذه البيانات مرئية أمامك في مخططات ومقاييس واضحة.

هذه الميزة تفتح بابًا كبيرًا أمام التحسين المستمر: تستطيع تجربة أكثر من فيديو، وقياس أداء كل منها بسرعة، وتوجيه الميزانية للفيديوهات الأعلى فعالية. وهذا أمر بالغ الأهمية، خصوصًا مع الحملات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل Performance Max، حيث يُبنى نجاح الحملة على قوة الأصول الإبداعية.

ما الذي يُميز هذه الخطوة من جوجل؟

أولًا، من المثير للاهتمام أن جوجل لم تُعلن رسميًا عن هذا التحديث حتى الآن (حتى لحظة كتابة هذه السطور). لكنه بدأ يظهر تدريجيًا في حسابات المعلنين، كما حدث معي شخصيًا. وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها جوجل تحديثًا جوهريًا بهذا الشكل الصامت، فقد سبق أن طبّقت تغييرات مشابهة في أدوات التتبع ومطابقة الكلمات المفتاحية.

ثانيًا، هذه الأداة تأتي في وقت تزداد فيه أهمية المحتوى المرئي في الإعلانات الرقمية، وتزداد فيه الحاجة لتحليلات دقيقة وسريعة. فوفقًا لتقرير صادر عن Wyzowl عام 2024، أشار 88% من المسوّقين إلى أن الفيديو يمنحهم عائدًا جيدًا على الاستثمار (ROI)، لكن 38% منهم ذكروا أن تحليل أداء الفيديو يشكّل تحديًا كبيرًا. وهذا ما تسعى جوجل الآن إلى حله.

خلاصة القول

أداة تحليلات الفيديو الجديدة في Google Ads ليست مجرد تحديث تقني، بل هي تحوُّل استراتيجي في كيفية تعامل المعلنين مع المحتوى الإبداعي، وخصوصًا الفيديو. فهي توفّر لوحة قيادة مركزية، تجمع البيانات وتحوّلها إلى رؤى قابلة للتنفيذ، دون الحاجة لأدوات خارجية أو تقارير معقّدة.

وإذا أردنا أن نُوجز فائدتها العملية، فيمكننا القول إنها تساعدك على أن ترى ما وراء عدد المشاهدات، وتفهم كيف يتفاعل جمهورك مع كل ثانية في إعلانك. وهذا هو الفارق الحقيقي بين “عرض إعلان” و”تحقيق نتائج”.

اترك تعليقك