قد لا تكون LinkedIn أول منصة إعلانية تخطر في بالك، لكنها بالتأكيد لم تعد مجرد “سيرة ذاتية رقمية”. في 2025، تحوّلت LinkedIn إلى مساحة مزدحمة بأدوات الإعلان المتقدمة، ومليئة بالفرص للشركات التي تعرف كيف توصل رسالتها بذكاء.
لكن لنكن صريحين: النجاح في إعلانات LinkedIn لا يعتمد على الميزانية، بل على الفهم العميق لطبيعة المنصة، وسلوك جمهورها، والاختيارات الإبداعية الدقيقة في كل خطوة.
لنبدأ من الصورة الأكبر: لماذا LinkedIn أصلًا؟
LinkedIn ليست منصة ترفيه. جمهورها يبحث عن فرص، معرفة، علاقات مهنية، ومحتوى يضيف قيمة حقيقية. لذلك، فإن الإعلان وسط هذا الجمهور يتطلب نبرة مختلفة، وأسلوبًا يحترم السياق المهني ويعزف على أوتار الاهتمامات الحقيقية.
وفقًا لتقارير من Sprout Social وLinkedIn Business، فإن مشاهدة إعلان على LinkedIn ترفع نية الشراء بنسبة تصل إلى 33%، خاصةً عندما تكون الحملة مصممة بذكاء وموجهة للجمهور المناسب وهو ما يعني تأثيرًا أعمق على القرار الشرائي.
أولًا: المحتوى المُمول هو البطل (Sponsored Content)
هذا هو الشكل الأشهر، والأكثر استخدامًا في LinkedIn. ويتضمن:
- منشورات عادية مموّلة
- فيديوهات قصيرة تشرح منتجك أو خدمتك
- صور أو عروض متعددة (Carousel)
- مقالات أو محتوى قصصي يعرض تجربة أو حالة
الفكرة هنا ليست أن تبيع مباشرة، بل أن “تبني” حضورًا وشخصية لعلامتك التجارية، وتظهر بكونك جهة موثوقة وجديرة بالانتباه.
ثانيًا: إعلانات المحادثة التفاعلية (Conversation Ads)
بدلًا من إرسال رسالة تسويقية جامدة، تتيح لك LinkedIn اليوم أن تبدأ “محادثة” مع العميل المحتمل. المستخدم يرى رسالة داخل بريده على المنصة، ويُعرض عليه مجموعة اختيارات تفاعلية (CTA) تُشبه سيناريوهات chatbot البسيطة.
هذا النوع من الإعلانات مثالي إذا كنت:
- تقدم خدمة استشارية
- تبحث عن عملاء محتملين جادين (Leads)
- ترغب في تصفية الجمهور قبل أن تتحدث معه فعلًا
ثالثًا: الذكاء الاصطناعي يرفع كفاءة الاستهداف
ميزة Accelerate، التي أطلقتها LinkedIn في تحديثاتها الأخيرة، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوصيل إعلانك لأشخاص أبدوا سلوكًا مشابهًا لجمهورك المثالي.
- تحلل المنصة تفاعل المستخدم، مجال عمله، وسلوكه اليومي على المنصة
- ثم توجه الإعلان بدقة لأشخاص لديهم نوايا حقيقية للشراء أو الاهتمام
بحسب LinkedIn، فإن حملات Accelerate تقلل تكلفة النتائج (CPA) بنسبة 42% في المتوسط، مقارنة بالحملات العادية.
رابعًا: التنويع الذكي في صيغ الإعلانات
الإعلانات النصية البسيطة (Text Ads)، الإعلانات الديناميكية (Dynamic Ads)، أو حتى إعلانات InMail… كلها أدوات متاحة. لكن الأهم هو أن تستخدم كل صيغة في المكان المناسب ضمن رحلة العميل:
- الإعلان الممول لبناء الوعي
- الإعلان التفاعلي لجذب المهتم
- الإعلانات الديناميكية لعرض محتوى مخصص حسب الملف الشخصي
- والإعلان النصي كإضافة بسيطة تُظهر علامتك باستمرار
خامسًا: لا تبيع منتجًا… بل قيَمة
هذه المنصة لا تحتمل الشعارات الفارغة. لذلك، النص الجيد في إعلانات LinkedIn لا يبدأ بـ “احصل الآن” بل بـ “كيف يمكننا مساعدتك؟”
خذ على سبيل المثال هذا النص لشركة تسوق لنموذجها لتحليل البيانات، والذي يمكن أن يكون كالتالي:
قد تكون الميزانية التي تصرفها على التسويق جيدة، لكن النتائج لا تُشبهها.
قبل أن تُحمّل الفريق المسؤولية، جرّب تحليلًا سريعًا يكشف أين تتسرّب جهودك.
نموذج مجاني خلال 5 دقائق.
المفتاح هنا هو: تحدث عن المشكلة التي يعيشها العميل فعلًا، وقدّم له حلًا صغيرًا وفوريًّا يبني الثقة.
سادسًا: التعاون مع المؤثرين في B2B ليس رفاهية
في LinkedIn، ليس من الضروري أن تتعامل مع “مشاهير”، بل مع صناع رأي لديهم متابعين نوعيين. التعاون معهم في منشور أو حتى بث مباشر بسيط يمكن أن يضع اسم علامتك في المكان الصحيح.
خلاصة عملية لبناء حملة فعالة على LinkedIn؟
- افهم جمهورك أولًا: ما مشكلته؟ ما اللغة التي يستخدمها؟ من يُتابع؟
- اختر صيغة الإعلان المناسبة لكل مرحلة.
- استخدم محتوى واقعي، واضح، يعرض حلًا وليس فقط وصفًا.
- اختبر أكثر من صيغة إعلان، وراقب النتائج بدقة.
- لا تنسَ متابعة التفاعل بعد الحملة، والرد على كل من تفاعل معك.
كلمة أخيرة
LinkedIn اليوم ليست مجرد منصة للتوظيف، بل ساحة حقيقية لبناء الثقة، وجذب العملاء، ومخاطبة جمهور يقدّر الجودة والجدية. وكلما اقتربت من عقل عميلك أكثر، وابتعدت عن “الحيل التسويقية”، كانت نتائجك أفضل وأبقى.