إذا جلست يومًا على طاولة الإدارة وسألك المدير أو صاحب المشروع:
“كم عميلًا حقيقيًا جلبتم الشهر الماضي؟ وما تكلفة كل عميل؟”
ثم وجدت نفسك تستعرض شرائح PowerPoint مليئة بـ “نقرات” و”مشاهدات” و”إعجابات”، فاعلم أن هناك خللًا يتجاوز الأرقام.
خلل في مصداقية التسويق نفسه.
هل نُحاسب على التفاعل… أم على النتائج؟
التسويق – شئنا أم أبينا – يُحاسَب اليوم بلغة المال، لا بلغة التفاعل.
ولسنوات طويلة، اعتمدنا على مؤشرات تبدو “مُقنعة بصريًا”، لكنها لا تُقنع أحدًا داخل مجلس الإدارة.
- عدد النقرات
- عدد اللايكات
- وقت البقاء على الصفحة
كلها مؤشرات قد تُطمئن فريق التسويق، لكنها لا تُقنع المدير المالي، ولا الرئيس التنفيذي، ولا الشركاء.
والمؤسف…
أننا – كمسوقين – ساهمنا دون قصد في تقليص دورنا داخل الشركات.
لماذا بدأت الثقة تتآكل؟
دعني أضع بين يديك رقمًا صادمًا:
فقط 63%من شركات Fortune 500تحتفظ بمنصب CMOفي قيادتها العليا، وفقًا لتقرير AdExchanger، وهذا الرقم في تراجع مستمر.
السبب بسيط جدًا:
لأن التسويق توقف عن الحديث بلغة “الأثر المالي “، واكتفى بلغة “النشاط الرقمي”.
وهنا بدأ يُنظر إلينا كفريق “يُشعل الإعلانات” لا كفريق “يُحرّك الإيرادات”.
هل المشكلة في الأرقام؟
لا. بل في طريقة استخدامها…
لا أحد يُنكر أهمية التفاعل.
لكن إن ظلّ هو مركز الثقل في تقاريرك، فأنت تُعطي مؤشرات نشاط، لا نتائج.
دعني أضرب لك مثالًا حيًا:
أطلقت حملة على إنستغرام، حصدت 100ألف مشاهدة، 10آلاف إعجاب، و 500تعليق .لكن في نهاية الحملة: 20طلب شراء فقط.
في هذه الحالة، التفاعل لا يعني شيئًا.
النتائج الحقيقية: ضعيفة.
إذًا، ما الذي يجب أن نُقدّمه؟
مؤشرات نجاح حقيقية… لا مؤشرات نشاط زائفة!
المؤشر الزائف | لماذا لا يكفي؟ |
---|---|
عدد النقرات (Clicks) | لا يخبرك إن كان الشخص اشترى أو اهتم |
عدد المشاهدات (Impressions) | مكرر – لا يعكس نية حقيقية |
معدل التفاعل | لا يرتبط دائمًا بقرار الشراء |
وقت البقاء على الصفحة | قد يعني تشتت، لا اهتمام حقيقي |
المطلوب: مؤشرات الأثر المالي
المؤشر | ما أهميته؟ |
---|---|
تكلفة اكتساب العميل | كم كلّفك اكتساب كل عميل فعلي؟ |
العائد على الإنفاق الإعلاني | كم ريال أتى لك من كل ريال أنفقته على الإعلانات؟ |
القيمة العمرية للعميل | ما متوسط ما ينفقه العميل طوال فترة بقائه؟ |
معدل التحويل | كم نسبة من دخل الموقع وقام بفعل حقيقي؟ |
مدة استرداد الاستثمار | كم يوم تحتاجه لتستعيد ما أنفقته لاكتساب العميل؟ |
نحتاج إلى لغة موحّدة… لا انطباعات متفرّقة
ما الحل إذًا؟
أن نخرج من عزلتنا كقسم تسويق، وندخل في شراكة فعلية مع:
- المالية
- المبيعات
- إدارة المنتجات
وأن نستخدم نظام بيانات موحّد (Single Source of Truth) يربط:
- الإنفاق بالإيراد
- النشاط بالتحويل
- التفاعل بالقيمة
هنا فقط نعود إلى مكاننا الطبيعي:
صُنّاع النمو، لا منفذو الحملات.
لا أحد يمنحك ميزانية مقابل 10 آلاف إعجاب
هل نحتاج هذه الأرقام؟ نعم.
هل نعتمد عليها؟ لا.
الوعي، الوصول، والتفاعل… كلها بداية الطريق، لكن لا ينبغي أن تكون “دليل النجاح” الوحيد.
النجاح الحقيقي يُقاس عندما تستطيع أن تقول:
“الحملة جلبت 150عميلًا بتكلفة 18ريال لكل عميل، وحققوا إيرادات بـ 20ألف ريال خلال أول شهر.”
هذه هي اللغة التي تحافظ لك على مقعدك داخل الشركة.
خلاصة المقال:
إذا أردت أن يحترمك صاحب المشروع، فتحدث بلغته :تكلفة، إيراد، ترقية، تجديد، إحالة .لا تكتفِ بالإعجابات… فالإعجاب لا يُصرف في البنك.
المقال سـ & جـ
لماذا لم تعد مؤشرات مثل عدد الإعجابات والمشاهدات كافية لتقييم أداء التسويق؟
لأنها لا ترتبط بنتائج مالية حقيقية مثل الإيرادات أو عدد العملاء الفعليين. هذه المؤشرات تعكس نشاطًا، لا أثرًا ملموسًا على النمو.
ما الفرق بين مؤشرات الغرور ومؤشرات النتائج؟
مؤشرات الغرور تُقاس بالتفاعل (مثل النقرات والمشاهدات)، بينما مؤشرات النتائج تُقاس بالعائد (مثل الإيرادات، CAC، ROAS)، وهي ما يهتم به أصحاب القرار.
كيف تسببت مؤشرات التفاعل في تقليص دور قسم التسويق؟
لأنها أوحت بنجاح وهمي، مما أحدث فجوة بين التسويق والإدارة المالية، وأفقد الفريق قدرته على إثبات مساهمته في الإيرادات.
ما هي المؤشرات التي يجب أن يركّز عليها مدير التسويق اليوم؟
تكلفة اكتساب العميل (CAC)، العائد على الإنفاق الإعلاني (ROAS)، القيمة العمرية للعميل (LTV)، ومعدل التحويل، لأنها ترتبط مباشرة بالنمو والربحية.
ما الحل لاستعادة مكانة التسويق داخل الشركات؟
توحيد مصادر البيانات بين التسويق والمبيعات والمالية، واعتماد مؤشرات تقيس النتائج لا النشاط، والعمل كشريك في الإيرادات، لا منفّذ حملات فقط.
هل يمكن إلغاء مؤشرات التفاعل تمامًا؟
لا، لكنها تُستخدم فقط في المراحل الأولى (بناء الوعي)، ويجب ألا تُقدَّم كمؤشر نجاح رئيسي في تقارير الأداء أو قرارات الميزانية.