تخيّل أنك تبدأ مشروعك التسويقي الأول.

تجلس أمام حاسوبك، تفكر: “من أين أبدأ؟ هل أركز على قطاع محدد مثل المطاعم أو العقارات؟ أم أترك الباب مفتوحًا للجميع؟” هذا السؤال المربك يواجه كل صاحب مشروع أو مستقل في بداياته.

وربما تشعر الآن أنك في متاهة: أيهما أفضل؟ التخصص منذ البداية أم الانطلاق بروح عامة؟

الحقيقة أن البداية لا تحتاج إلى تعقيد.

لو كنت في أول الطريق، ولم تجمع بعد خبرات وتجارب واسعة، فالأفضل أن تُبقي نفسك “عامًّا” بعض الشيء.

لكن انتبه: أن تكون عامًا لا يعني أن تكون ضائع الاتجاه.

ما أقصده هو أن تركّز على طبيعة المشكلة التي تحلّها، بدلًا من أن تربط نفسك بقطاع معين لم تختبره بعد.

على سبيل المثال: بدلًا من أن تقول “أنا أساعد المطاعم”، اجعل رسالتك: “أساعد المشاريع على زيادة المبيعات بسرعة”، أو “أدعم أصحاب الأعمال في جذب عملاء جدد”.

لاحظ الفرق؟ هنا أنت لا تحصر نفسك، لكنك في الوقت ذاته لا تبدو عائمًا بلا هوية.

لماذا هذا الأسلوب هو الأفضل في البداية؟

فكّر معي: كيف ستعرف أن المطاعم هي مجالك الأمثل، أو أن الجمعيات الخيرية هي بيئتك الأكثر انسجامًا، إذا لم تجرّب العمل مع عملاء متنوعين؟ التجربة وحدها تكشف لك:

  • أي القطاعات تستجيب أسرع لأسلوبك.
  • أين تحقق نتائج ملموسة وملحوظة.
  • وأيضًا: أي المجالات تجذبك على المستوى الشخصي وتُبقي حماسك حيًّا.

لنأخذ مثالًا عمليًا:

شاب بدأ رحلته في التسويق الرقمي، وجذب أول عميل له من قطاع العقارات.

قدّم خدمة بسيطة تركز على “إيجاد عملاء جدد عبر الإعلانات الممولة”.

بعد ذلك، جاءه عميل من قطاع الملابس، ثم عميل آخر من المطاعم.

بعد 3 تجارب فقط، لاحظ أنه يجلب نتائج مذهلة مع المطاعم، ويستمتع بالتعامل معهم أكثر.

هنا تأتي اللحظة الذهبية: لحظة التخصص.

كيف يحدث الانتقال من العمومية إلى التخصص؟

بعد أول عميلين أو ثلاثة، يبدأ النمط بالظهور.

قد تكتشف أنك تحقق أفضل النتائج في التسويق للمطاعم، أو أنك أكثر إبداعًا في بناء استراتيجيات للجمعيات الخيرية، أو أنك تجد متعة خاصة في دعم المتاجر الإلكترونية الصغيرة.

عندها، يصبح من السهل جدًا أن تقول للعالم:

“أنا متخصص في التسويق للمطاعم.” أو: “أساعد الجمعيات على الوصول إلى متبرعين جدد.”

هذا التخصص ليس مجرد “شعار” تسويقي؛ إنه يفتح لك أبوابًا أوسع:

  • يجعلك تبدو خبيرًا لا مجرد مسوّق عام.
  • يساعدك في جذب العملاء بسرعة لأنهم يشعرون أنك تفهم مشكلاتهم بدقة.
  • يزيد من فرصك في بناء شبكة علاقات قوية داخل قطاع محدد.

بين العمومية والتخصص: معادلة ذكية

لنكن صريحين: السوق اليوم مزدحم.

المنافسون كُثر، والعميل صار أكثر وعيًا.

إذا حاولت أن تخاطب “الجميع”، فقد لا يسمعك أحد.

لكن في الوقت نفسه، لو قيدت نفسك مبكرًا بتخصص ضيق لم تختبره بعد، ربما تخسر فرصًا ذهبية.

إذًا الحل الذكي هو:

  • في البداية: ركّز على نوع المشكلة (زيادة المبيعات، جذب العملاء بسرعة، تحسين التواجد الرقمي).
  • مع التجربة: دع السوق يخبرك بالقطاع الذي يناسبك أكثر.

أسئلة لتطرحها على نفسك

  • ما نوع المشكلات التي أشعر أنني أبدع في حلها؟
  • في أي القطاعات جلبت نتائج أسرع؟
  • أي العملاء استمتعت بالعمل معهم أكثر؟

الإجابات على هذه الأسئلة ستقودك بخطوات ثابتة نحو التخصص.

الأثر على هويتك التسويقية

عندما تحدد مشكلتك العامة في البداية، ثم تختار تخصصك لاحقًا، فإنك تبني هويتك التسويقية بذكاء.

ستجد أن محتواك على وسائل التواصل يصبح أكثر وضوحًا، أن موقعك الإلكتروني يعبّر عنك بصدق، وأن رسائلك التسويقية تستهدف عملاء يفهمون جيدًا ما تقدمه.

وبمجرد أن تضع كلمة “متخصص” بجانب خدمتك، تزداد ثقة الناس بك، لأن التخصص دائمًا يوحي بالخبرة.

نصيحة أخيرة: لا تتعجل

كثيرون يقعون في فخ “التخصص المبكر”.

فيغلقون على أنفسهم أبوابًا قبل أن يكتشفوا ما يناسبهم.

تذكّر أن البداية رحلة استكشاف، وأن أول 2-3 عملاء ليسوا مجرد مشاريع، بل تجارب تُرشدك إلى الطريق الصحيح.

الخُلاصة

فكّر الآن: ما هي الرسالة العامة التي تعكس قدرتك على حل مشكلة أساسية لعملائك؟ لا تتوقف عند القوالب الجاهزة، ولا تقلق إن لم تحدد تخصصك بعد.

اسمح للتجربة أن تقودك، ودع عملاءك الأوائل يرسمون لك الطريق.

ومع الوقت، ستكتشف أنك لا تبني فقط مسارًا مهنيًا، بل تبني هويتك الخاصة في عالم التسويق.

الخطوة التالية بين يديك: حدّد المشكلة التي تحلها، وابدأ بالتواصل مع أول عميل.

فربما يكون هو البداية الحقيقية لتخصصك الذي سيصنع لك اسمًا في السوق.

المقال سـ & جـ

ما هو التحدي الأول في تحديد التخصص في التسويق؟

أكبر تحدٍ يواجهه المستقلون وأصحاب المشاريع في بداية رحلتهم هو: هل يجب التخصص في التسويق لقطاع محدد مثل المطاعم أو العقارات؟ أم البدء بروح عامة والانفتاح على كل الفرص؟ هذا السؤال يسبب ارتباكًا للكثير من رواد الأعمال الجدد.

هل من الأفضل التخصص المبكر في التسويق أم البدء بشكل عام؟

في المراحل الأولى، وخاصة إذا لم تكن لديك خبرة كافية، يُفضل أن تبقى عامًا بعض الشيء. ركّز على حل المشكلات التسويقية مثل زيادة المبيعات بسرعة أو جذب عملاء جدد، بدلًا من ربط نفسك مبكرًا بقطاع واحد. هذا يمنحك مرونة لاختبار السوق.

لماذا يُنصح بالتركيز على المشكلة بدلًا من التخصص منذ البداية؟

التركيز على المشكلة (مثل تحسين التواجد الرقمي أو زيادة المبيعات) في البداية يسمح لك بالعمل مع عملاء من قطاعات متنوعة. هذا التنوع يساعدك على اكتشاف:
• أي القطاعات تستجيب لأسلوبك بسرعة.
• أين تحقق نتائج ملموسة.
• وأي مجال يجذبك ويحافظ على حماسك.
• هذه التجارب هي مفتاح اختيار التخصص التسويقي الأمثل.

كيف يتم الانتقال من العمومية إلى التخصص في التسويق؟

الانتقال يحدث بعد أول 2–3 عملاء. حينها ستلاحظ أنماطًا واضحة: قد تكتشف أنك تحقق أفضل النتائج في التسويق للمطاعم، أو أنك مبدع في إدارة الحملات للجمعيات الخيرية، أو أنك تجد شغفك في دعم المتاجر الإلكترونية الصغيرة. هذه التجارب الطبيعية تقودك لتخصص محدد.

ما هي مميزات التخصص في التسويق بعد اكتشافه؟

التخصص في التسويق يجعلك:
• تبدو خبيرًا بدلًا من مسوّق عام.
• تجذب عملاء أسرع لأنك تفهم مشكلاتهم بوضوح.
• تبني شبكة علاقات قوية داخل قطاع محدد.
• تزيد من ثقة عملائك بك لأن التخصص يوحي بالخبرة والاحترافية

ما هي المعادلة الذكية بين العمومية والتخصص في سوق مزدحم؟

اطرح على نفسك هذه الأسئلة:
• ما نوع المشكلات التي أبدع في حلها؟
• في أي القطاعات حققت أفضل النتائج التسويقية؟
• أي العملاء استمتعت بالعمل معهم أكثر؟
• الإجابات ستوجهك لاختيار التخصص التسويقي المناسب.

ما هو تأثير هذا النهج على بناء الهوية التسويقية؟

البدء بالتركيز على المشكلات العامة ثم الانتقال للتخصص يساعدك على بناء هوية تسويقية قوية. محتواك على وسائل التواصل يصبح أكثر وضوحًا، موقعك الإلكتروني يعكس خبرتك، ورسائلك التسويقية تستهدف عملاء يفهمون جيدًا ما تقدمه. النتيجة: ثقة أكبر ومكانة واضحة كخبير في السوق.

اترك أول تعليق